أكثر من سبعة برامج جديدة.. دائرة الأطفال في التلفزيون وخطط جديدة لأجل الطفولة

تشرين- لمى بدران:
لطالما امتازت المجتمعات المتحضرة بحلول فعّالة تُشفي الكبار والصغار عندهم من آثار أي أزمة أو كارثة تصيبهم، ومن المؤكد في أي مجتمع أنّ العناية بالأطفال والاهتمام بأفكارهم وسلوكياتهم أولوية لا يسبقها شيءُ أبداً، فهم المستقبل الذي يرسم حدود التقدّم المأمول.
ومجتمعاتنا من المجتمعات التي تعاني في كثير من الأحيان من إيجاد مثل هذه الحلول أو من آليات تنفيذها، ومجتمعنا السوري يحاول رغم الحرب والكوارث التي حلّت به أن يوجد شيئاً نافعاً في هذا الإطار، ولقد أدرك قطاعنا الحكومي أهمية الاهتمام بالطفل خصوصاً أنه طفل ذو حساسية خاصة عانى من عوامل الحرب القاسية وتداعيات كارثة الزلزال المريبة، وفي مجال الإعلام عاودت دائرة الطفل في التلفزيون السوري نشاطها وتجاوزت النطاق الضّيق والإنتاج القليل الذي كانت تعمل به سابقاً نتيجة  وباء الكورونا وعوامل اقتصادية أخرى مقترنة بالعقوبات أثّرت على أداء العاملين بها ومن ثمّ على قدرته الإنتاجية.
حيث باشرت رئيسة دائرة الأطفال في التلفزيون السوري بادية الكيزاوي بالعمل على خطط جديدة مع فريق متنوع من الإعداد قدّم أفكاره البرامجية وكانت المحصّلة أكثر من سبعة برامج جديدة حتى الآن، ومجموعة خطط لتنظيم طرح البرامج بأساليب مواكبة للتطور التكنولوجي قدر الإمكان.
توجّهت (تشرين) إلى دائرة الطّفل في مبنى الإذاعة والتلفزيون للاطلاع على مضامين وميّزات هذه البرامج وكم ستخدم أطفال اليوم علمياً وثقافياً واجتماعياً ونفسياً، وأول برنامج عرفنا عنه بعد إصرار رئيسة الدائرة على الإشادة بالجهد الجماعي القائم وأهمية تسليط الضوء على فريق العمل هو “عبقورة” الذي أخبرتنا معدّته ماريا عبود أنه يخصّ التكنولوجيا والإنترنت وستقدّمه طفلة عمرها (12) سنة تم اختيارها بعد لقاء عدّة أطفال ووجدوها الأنسب كي توصل المعلومات للأطفال الآخرين بشكلٍ أسلس وأضافت: إنه برنامج خفيف وبسيط بأقل وقت من الدقائق وبأكثر كم من المعلومات، أما المعدّة نورا صالح  في برنامجها بعنوان “خبريات صغار” فيعتمد على إرسال مراسلين أطفال  من جميع المحافظات السورية مقاطع فيديو عن أي موهبة عندهم سواء عزف أو غناء أو رسم  أو حتى أي معلومة مفيدة يرغبون أن يظهرونها بأنفسهم وبطريقتهم الخاصة وعن ما يميز فكرة برنامجها قالت إنها تحب التواصل المباشر مع الطفل، وزمنه قليل يتراوح بين (3–4) دقائق وهذا يعطيه رشاقة وخفّة يستسيغها أطفال اليوم، ودعت صالح كل طفل يرغب إظهار مواهبه أن يرسل لهم عبر الصفحات أو الموقع الرسمي ما لديه من دون تردد.
ومن أجل التركيز على التنويع أفصَحت لنا دائرة الطفل عن برامج أخرى مثل “قصة لعبة أو مهنة أو آلة موسيقية” للمعدّة مايا الزغتيني يستضيف أصحاب مهن أو نجوم رياضة أو عازفين يتحدثون للأطفال عن تجاربهم كما يتم طرح معلومات  مفيدة عن الموضوع المطروح، وبرنامج “هذا صديقي”  لمعدّته هدى مطر الذي يعتبر محاولة لجذب الأطفال واليافعين لعالم الكتاب ويبحث عن الروايات التي تم تحويلها لأفلام كرتون، وكذلك برنامج “ارسم معنا” إعداد الفنان عمر المدني وهو ترفيهي تعليمي تعريفي بالأماكن المهمة ببلدنا حيث يزور الأطفال والفنان أماكن أثرية وسياحية ويتعرّفون عليها ويرسمون جزء من المكان أثناء تواجدهم، حتى أنه يتم العمل في مجال الكرتون ويتم التحضير لشخصيتين هما طفل وطفلة “ورد وياسمينة” يعكسان ترسيخ الهوية السورية.
كما لفتت رئيسة دائرة الطفل بادية الكيزاوي أثناء حوارها مع (تشرين) عن محاولات التعاون مع جهات مموٍّلة تدعم برامج الطفل إلا أنهم وبكل أسف لم يحققوا نتيجة إلا في مرّات قليلة حيث إنهم يعانون من إيجاد معلنين لديهم ثقافة كافية تدعوهم للاهتمام ببرامج الطفل، كما يعانون أحياناً من نقص معدّات أو مستلزمات لوجستية تعيق أو تؤخّر تنفيذ البرامج.
وأوحت الكيزاوي عن بعض المعطيات لمشروع لاحق يعطي برامج آمنة للطفل من دون احتمالية ظهور إعلانات سيئة أو أفكار سلبية أمام الطفل وغالباً هو تطبيق لقناة رقمية، كما ذكرت أنهم أطلقوا قناة فيسبوكية اسمها “سكاكر ٢٤” وقناة تليجرام لنشر كل البرامج الجديدة وترويجها من التلفزيون نفسه حالياً، وتمنّت الزميلة بادية أن تستطيع هذه الخطوات التنشيطية إيجاد ثقة جديدة بينهم وبين المشاهدين، وختمت بأنهم ليسوا كاملين لكنهم يحاولون أن يكونوا كذلك وقد يخطئون أو يصيبون لكنهم في النهاية يستمرون في المحاولة.
إن الحاجة شديدة لإعادة إحياء الطفولة بمحاورها كافة ونأمل أن تكون جهود دائرة الطفل في التلفزيون السوري التي تتضمن هذه البرامج الواسعة الأطياف والتي ستعرض على قناة الفضائية السورية وقناة دراما إضافة إلى نشرها على منصات: فيسبوك وتلجرام لتكون بمثابة نهضة في قطاع الإنتاج للطفل وإجهاض للتداعيات والآثار السلبية للأوضاع والظروف الصعبة في نفوس الأطفال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان