مرافقة الأهل أبناءهم إلى مراكز الامتحان دعم لهم أم خوف وتوتر
تشرين- دينا عبد:
منذ سنوات خلت كنا نذهب إلى الامتحان لا يرافقنا شيء سوى ذاكرتنا المكتظة بالمعلومات وقلم أزرق، وبطاقة الامتحان والهوية الشخصية، وحلم المستقبل الذي يبقى قريباً مع نهاية كل مادة من المواد.
اليوم اختلفت الظروف وباتت دوافع الأهل العاطفية تدفعهم للذهاب مع أبنائهم خوفاً عليهم ؛ فخوف الأهل بات أكبر من مخاوف الأبناء، فبغض النظر عن تخصيص مدرّسين خصوصيين لهم، وحالة الاستنفار المتعارف عليها في كل منزل لديه شهادة ثانوية عامة أو تعليم أساسي، كمنع الزيارات خلال فترة التحضير للامتحان، وتخصيص الأطعمة التي تقوي الذاكرة، والدعم النفسي وغير ذلك، يبقى للامتحانات رهبتها والتي تحتاج إلى دعم الأهل وبث الثقة في نفوس أبنائهم.
سيدرا طالبة تتقدم لامتحان الشهادة الثانوية الفرع العلمي تشعر بثقة كبيرة عندما ترافقها والدتها إلى باب المركز الامتحاني كما أشارت لنا، ولكنها لا تتمنى أن تبقى منتظرة تحت أشعة الشمس، مضيفة إنها بالوقت نفسه تشعر بالأمان عندما تخرج وتشاهد أمها أمام المركز.
المرشدة التربوية ورئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق إلهام محمد بينت أن فترة الامتحان ضاغطة على أولياء الأمور والطلاب؛ ونلاحظ خروج معظم الأهل عن كثير مما تعودوا عليه في مسار حياتهم اليومية، فالبعض يترك عمله لمرافقة ابنه إلى مركز الامتحانات، والجلوس في الخارج لحين انتهاء الامتحان أو يأخذ إجازة في يوم الامتحان؛ ولكن لا يوجد ما يؤكد صحة مرافقة الأهل لأبنائهم.
وجهة النظر التربوية تؤكد على بث روح الأمان والطمأنينة للأبناء من خلال التعرف على المركز الامتحاني، والوصول الباكر واصطحاب الثبوتيات، وهي حالة جيدة مرافقة الطالب، والتأكد من وصوله ثم المغادرة واحترام قرار أبنائهم في ذلك، فالبعض لا يرغب بذلك ومن الضروري عدم اعتبار الامتحان فترة تعطيل لأعمال الأهل وإنتاجيتهم، على العكس الاحتفاظ بروتين الحياة اليومي يعطي راحة وتنظيم أكثر.
ومن وجهة نظر الصحة النفسية بينت اختصاصية الصحة النفسية د. غالية أسعيد أن القلق الامتحاني من الأنواع الأكثر شيوعاً، وخاصة بين الوالدين, وما يترتب عليه من آثار نفسية واجتماعية، قد يكون مضراً بحالة الأبناء النفسية، على خلاف ما يعتبره بعض الأهل بأنه نوع من الاهتمام ومتابعة الأبناء؛ ومنهم من يمتد هذا القلق المزعج معهم إلى ما بعد حدود البيت، فيتواجدون مع أبنائهم أمام أبواب مراكز الامتحانات حاملين معهم من الخوف والقلق والتوتر ما يكفي حتى يؤثر بشكل مباشر وكبير على نفسية الأبناء قبل دخول القاعة .
وحسب د. أسعيد فقد أشارت بعض الدراسات النفسية إلى أن انتظار الأهل للأبناء أثناء الامتحانات على أبواب المراكز الامتحانية، يسبب حالة من الخوف والرعب للأبناء بسبب إحساسهم بتحمل المسؤولية لقلق أهاليهم, وبالتالي سينعكس هذا الشعور على الأبناء بحالة من التوتر والخوف قد تسبب ضياع معلوماتهم، وعدم القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات.
لذلك كان من الأفضل لبعض الأهالي بدلاً من الانتظار والبكاء والتوتر على أبواب المراكز، اتباع نظام نفسي مريح للكل، كمساعدة ابنهم على استثمار الوقت واستعمال الكلمات والعبارات الإيجابية البعيدة عن الخوف، والتوتر وإشاعة حالة من الراحة والدعم النفسي وتخفيف الضغط بأخذ الأمور بمنحى مرح ولطيف, إضافة إلى الهدوء والاتزان من قبل الأهل حتى لا تنقل مشاعر الرعب والتوتر إلى الأبناء.
وفي حال ضرورة مرافقة الأهل للأبناء إلى مكان الامتحان التحلي بالهدوء والاتزان ومحاولة بث المشاعر الإيجابية المريحة والبعد عن التوتر والخوف واستجلاب الأفكار المزعجة والتوقعات السيئة.