ثقافة “الحياة الرقمية” بين الاهتمامات والسلوكيات

تشرين- رنا بغدان:
تُعد التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من الحياة الحضاريّة, وتنقسم إلى العديد من العناصِر منها “الرقميّة” التي تسهم في تقديم التسهيلات للبشر كلٌ حسب نشاطه وعمله، وتشمل العديد من الاتصالات بما تحتويه من الإرشادات والنصائح وتبادل المعلومات مع الحرص على الخصوصية الذاتية وعدم مشاركة الآخرين أي تفاصيل لعدم ترك أي فرصة للاستغلال والاستحواذ… من هنا دعت أسرة القديس يوحنا الدمشقي لعائلات كنيسة الصليب أمس السبت إلى حضور محاضرة بعنوان “الحياة الرقمية بين الاهتمامات والسلوكيات” قدمها الدكتور ماهر عماري في قاعة كنيسة الصليب المقدس في القصاع.
بداية تمّ طرح أسئلة تشخيصية تتناول الحياة الرقمية وتتعلّق بعادات التعامل مع الهاتف الذكي وصولاً إلى فكرة المحاضرة التي تحدث د.عماري عنها فقال:
أصبحت التكنولوجيا متغلغلة في حياتنا اليومية وعلينا استعمالها بالشكل والهدف المطلوبين والاستفادة من تقنياتها كي تفيدنا وتفيد الآخرين والمجتمع وتعود على حياتنا بالفرح والنجاح والتطور والتواصل الفعّال دون الانغماس في “الإلهاء الرقمي” الذي يُحوّل عقولنا وقلوبنا عمّا هو أكثر أهمية ويحتكر اهتماماتها فهو تسلية جديدة وقلق دائم أو طموح باطل. وأصبح لدينا “حياة رقمية” نتناول فيها مفهوم الزمن وقيمته من خلال التأثيرات العقلية السلبية والجسدية لاستعمال الإنترنت بشكل غير سوي, إضافة إلى التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الأطفال, كما نتناول فيها العادات والاهتمامات الرقمية تلك الاهتمامات التي تشمل التواصل مع الناس, التعليم والمعرفة, التسلية واللهو..
أما عن العادات الرقمية فيقول:
أنتجت الحياة الرقمية عادات ارتبطت بها منها “الإلحاحية” وهي الرغبة القهرية التي تتملكنا وتجبرنا على التقاط الهاتف لمعرفة كل ما يحصل من حولنا, و”الخوف من الضياع لأي شيء” ما يجعلني ملتصقاً بهاتفي طوال الوقت لمراقبة كل ما يحصل هنا وهناك, و”أريد المزيد” وهو ذلك الإحساس الذي ينتابني دوماً بأنني أريد معرفة المزيد من الأخبار والأحداث مما حولي ولا أحسّ بالشبع منها مطلقاً, و”الهوس بالجديد”, و”الخوف من فقدان الموبايل”…
لذلك علينا “اتباع عادات صحية جديدة” تبدأ من العادات الصغيرة حتى نقهر العادات الرقمية ونخفف ضررها علينا مثل الانخراط في الأنشطة التي تجبر على الاستغناء عن الهاتف الذكي والاندماج أكثر مع العائلة لتحقيق العيش المشترك لأكثر وقت ممكن أو استعمال طرق الحمية الرقمية وممارسة التمارين الرياضية المتعددة التي تخفف من ضررها, والاهتمام بالنصائح التي يسديها أصحاب الشأن والخبرة حول استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي يبني النفس والعقل والجسد ويحقق معادلة “ثالوث الحياة الرقمية” بأركانها الثلاثة الغايات والتأثير والعبودية أو الحرية.
يذكر أن الدكتور ماهر عماري درس الطب البشري في جامعة دمشق ونال شهادة الاختصاص بالأمراض الداخلية وطب العناية المشددة ,خبير في تدبير مرضى التنفس الاصطناعي، زميل في الجمعية الأوروبية لطب العناية المشددة, وهو خبير في مواضيع أخلاقيات علم الأحياء Bioethics ، وخاصة القتل الرحيم وكل ما يتعلق بالإنجاب والإجهاض والمسائل الجنسية. حاصل على شهادة اختصاص بالتأمين على الحياة من معهد LOMA بولاية فرجينيا, باحث في شؤون الشباب و خاصة القضايا السلوكية والاجتماعية و كل ما يتعلق بالإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي ومهتمّ ومتابع لموضوع لاهوت التكنولوجيا وتأثيرها على الإنسان والمجتمع منذ أكثر من عشر سنوات ولديه العديد من المحاضرات والحوارات حول التغيرات السلوكية لاستعمال الهواتف الذكية على الأطفال والشباب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا