عروض من القطاع الخاص ودول صديقة لإعادة تأهيل «فرات» للجرارات
تشرين – لمى سليمان:
ظهر في الآونة الأخيرة اهتمام كبير بتأهيل وإعادة العمل إلى الشركات والمصانع التي تدمرت في الحرب وخاصة ذات الطاقة الإنتاجية العالية والتي توفر مبالغ مالية كبيرة في حال بدأت في الإنتاج ومن المعامل التي كثر الحديث عنها مؤخراً معمل الجرارات في حلب لأهميته في تصنيع الجرارات بدلاً من استيرادها بمبالغ ضخمة.
وفي حديثه مع “تشرين” يوضح مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الهندسية عبد الله النعمة عن عمل المعمل وطرحه للشراكة فيقول: معمل”فرات” للجرارات في مدينة حلب هو أحد المعامل التابعة لمؤسسة الصناعات الهندسية وقد تعرض خلال فترة الحرب للتدمير بنسبة ٨٠% من قبل العصابات الإرهابية وكان يعتبر من المعامل الرائدة في صنع الجرارات لتخديم الفلاحين. وباعتبار أن هذا المعمل يحتاج إلى مبالغ طائلة لإعادة تأهيله، فقد تم الإعلان عن إقامة شراكة مع القطاع الخاص سواء على المستوى الوطني أو من قبل الدول الصديقة مثل ايران والصين وروسيا وكان هناك بالفعل بعض العروض.
والهدف الآن هو تأهيل الصالات الخمس للمعمل من أجل إعادة العمل على تصنيع الجرار بقطعه الكاملة كما كان قبل الحرب حيث كان يتم تصنيع ما يقارب ٦٠ إلى ٧٠% من أجزاء الجرار وليس عمليات استيراد القطع ومن ثم تجميعها فقط أو ( SKD ) كما كان يتم خلال سنوات الحرب الأخيرة .
وخلال الزيارة الأخيرة للوفد الإيراني إلى سورية، تم التباحث بين وزارة الصناعة والوفد الإيراني على مشاريع عدة من ضمنها إعادة تأهيل معمل الجرارات وإعادته إلى التصنيع.
وأما عن توقعات نسب الإنتاج ورأس المال المرصود للمعمل فيؤكد النعمة أن الأمر متعلق بدراسة الجدوى الاقتصادية وحسب الاتفاق على عمليات التأهيل وبداية التصنيع كون المعمل يحتاج إلى مبالغ ضخمة ليصبح مؤهلاً لعملية التصنيع وهناك الكثير من الجدية في طرح المعمل للشراكة والعمل لا يزال جارياً على إقامة تعاون مشترك .
وأما عن المعوقات التي تعرقل عمل المؤسسة الهندسية فقد أكد النعمة أن المؤسسة مثلها كمثل المؤسسات التابعة لوزارة الصناعة عانت من الإرهاب خلال سنوات الحرب الذي استهدف البنى التحتية وخطوط الإنتاج إضافة إلى الحصار و العقوبات الغربية المفروضة على سورية والتي نتج عنها صعوبات كبيرة ومخاطر عديدة في توريد القطع التبديلية ومستلزمات الإنتاج للعمل ضمن الشركات إضافة إلى التكاليف المادية الإضافية التي تتحملها الشركات في عمليات البحث عن المستلزمات ومحاولة الحصول عليها عبر أكثر من محطة وفي أكثر من بلد حتى تصل إلى سورية.
فعلى سبيل المثال،يتابع النعمة، شركة الحديد في حماة ورغم جاهزية خطوط الإنتاج فإن المعمل يستمر بالإنتاج رغم الصعوبة الكبيرة في تأمين حوامل الطاقة مثل مادة المازوت رغم المحاولات العديدة لتوفيرها وبعض الشركات الأخرى تستمر بالعمل ولو بنسبة ضعيفة لضمان استمرارية الإنتاج.
وقد بلغت قيمة الإنتاج الفعلي في الشركات التابعة للمؤسسة العامة للصناعات الهندسية خلال الربع الأول من هذه السنة ٨٣.٥ مليار ليرة في تطور ملحوظ قارب نسبة ٢١٠% عن الفترة نفسها من السنة الماضية والذي بلغ ٣٩ مليار ليرة.
وقد تم تحقيق ما يقارب ٨٩ مليار ليرة من مبيعات المؤسسة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري في معدل ارتفاع ٢١٠% عن نفس الفترة من العام الماضي والذي بلغ ٤٢ مليار ليرة.
وحسب النعمة فقد بلغت أرباح المؤسسة ما يقارب ٢٦ مليار ليرة خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة ب١٤ مليار ليرة العام الفائت في محاولات دائمة لزيادة العائدية الاقتصادية للمؤسسة دعماً للاقتصاد الوطني رغم كل الصعوبات والعوائق التي فرضتها الحرب.
وأما عن خطوط الإنتاج الأكثر نشاطاً حالياً والتي تقوم بعملها بشكل أساسي فتتركز ،حسبما أوضح النعمة، في ثلاث شركات هي شركة كابلات دمشق المعروفة ب(حوش بلاس) والتي تنتج مايقارب 5 آلاف طن رغم نقص المواد الأولية المتمثلة بالألومنيوم والنحاس إضافة إلى شركة كابلات حلب والتي تعرضت للتخريب والدمار وعادت إلى العمل وهناك نقلة نوعية ستتم في الشركة بعد أن تم التعاقد العام الماضي على تأهيل خط التوتر المتوسط والذي سيدخل حيز الإنتاج قريباً و تعد منتجات هذا الخط متفردة بنوعها في سورية.
والشركة الثالثة هي شركة الحديد في حماة التي تقوم بإنتاج مادة البيليت بطاقة إنتاجية عالية وتقوم ببيعها لمعامل الدرفلة الخاصة المرخصة.