السيناريست حسن م يوسف وحديثٌ عن «صورة العربيِّ في السينما والإعلام الغربيّ»
تشرين- ثناء عليان:
«صورة العربي في السينما والإعلام الغربي» عنوان المحاضرة التي ألقاها السيناريست حسن م يوسف في المركز الثقافي في بانياس أكد خلالها أن شيطنة الغرب للإنسان العربي مستمرة منذ ما قبل الحروب الصليبية، لافتاً إلى أن هناك من كانوا منصفين في الغرب، ومنهم المستشرقة الألمانية «زيغريد هونكه» التي حاولت تقديم صورة متوازنة عن الإنسان العربي، إذ ألفت كتاباً بعنوان «شمس العرب تسطع على الغرب» بدأته بمقدمة جديرة بأن يصورها كل عربي ويلصقها على جدار بيته، كما كتبت الكاتبة نصاً استخدمت فيه الكلمات العربية الموجودة في اللغة الألمانية.
وفندت الكاتبة «هونكه» في كتابها –حسب يوسف- الأفكار السلبية السائدة عن العرب في أذهان الغربيين الذين ينكرون أي فضل علمي أو ثقافي للعرب، كما توقفت عند أهم منجزات العرب الثقافية والعلمية والفنية والحربية وبينت بالدليل العلمي الملموس أصالة تلك المنجزات ودورها المهم الذي لعبته في سياق التطور الإنساني العام.
ولفت السيناريست يوسف إلى أن الباحثة هونكه وضعت قبل رحيلها كتاباً لا يقل أهمية عن كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب» جاء تحت عنوان «الله ليس كما يزعم الغرب» إذ فندت فيه ألف حكم وحكم منحاز ضد العرب، وبينت أن العرب هم من أكثر شعوب العالم الذين تعرضوا للإجحاف وسوء الفهم.. وأن علاقة الغرب بالعرب على درجة هائلة من الاضطراب والتشوه، إذ لا نشاهد مثيلاً لها مع أي شعب من الشعوب الأخرى، مؤكدة أن نظرة الغرب إلى العرب لا تزال تخضع للأحكام التي كانت سائدة في العصور الوسطى، وأن التزوير التاريخي لا يزال مسيطراً على معرفة الغرب العامة بالعرب.
وأشارت الباحثة في كتابها إلى تصوير وسائل الإعلام الغربية العرب على أنهم رعاة ماعز بثياب مهلهلة، يقومون باستعباد النساء المضطهدات، أو شيوخ نفط يقبعون فوق حسابات بنكية ضخمة في المصارف السويسرية، وإلى استمرار سكوت وسائل الإعلام الغربية على انتحال المنجزات العربية ونسبها الى أسماء أوروبية.
ولفتت إلى مواصلة وسائل الإعلام الغربية التحذير من الإسلام في النزعة الحربية، والإمعان في اتهام العرب بعدم التسامح الديني وتنفيذ العلوم الإنسانية بطريقة بربرية، وبرأي هونكه أن السبب الأول لهذا الأمر هو الصدمة النفسية المصيرية التي عاناها الغرب بسبب الهزيمة الني تعرضوا لها على يد العرب في حروب الفرنجة قبل ألف عام، إذ تحولت هذه الهزيمة إلى كابوس.. وتحدث الكاتب حسن م يوسف في محاضرته عن الكاتب جاك شاهين، وهو أمريكي من أصل لبناني درس تاريخ هوليوود، وألف كتاباً بعنوان «عرب السينما الأردياء: وكيف شوّهت هوليوود العرب» قام بتحليل 1150 فيلماً وأظهر من خلاله أبعاد عملية التشويه السينمائي التي تعرض لها العرب منذ أيام السينما الصامتة وحتى أيامنا، مستعرضاً بعض الأفلام المسيئة التي تظهر العرب عصابات ومجموعات إرهابية وجواري مسحوقات من قبل الشيوخ والأشرار والإرهابيين المدججين بالسلاح.. وبحث شاهين في كتابه كما يذكر يوسف عن جذور هذه الصور النمطية وتطورها ونقاط التحول السياسية في التاريخ الأمريكي، لافتاً إلى أن الشركات الكبرى التي تنتج الأفلام في هوليوود هي ملك لليهود.
وبيّن أن الحكومة الأمريكية لها اليد الطولى في جعل هوليوود ترسل لجمهورها صوراً سلبية لهذا الجزء من العالم ولمعظم الناس الذين يعيشون فيه، ويقول شاهين: إن صناعة السينما السياسية لتجريد الأنماط من إنسانيتها في السينما والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى تساعد في دعم سياسات الحكومة، وهذا ما يسهل على المنتجين توليد وتعزيز المزيد من الأنماط.
ولفت إلى أن المحافظين الجدد يستخدمون السينما ووسائل الإعلام لتسويغ تصرفاتهم ومواقفهم تجاه العرب، ويحوّلون أفكارهم الاستعماريّة الى سياسات تنفذ على أرض الواقع.
وفي ختام المحاضرة قدم حسن م يوسف أمثلة لبعض الأفلام الهوليوودية الأمريكية التي قدمت صورة مشوّهة عن العرب والمسلمين باعتبارهم خلايا إرهابية نائمة يجب القضاء عليهم، مؤكداً أن المخرج الوحيد لتغيير نظرة الغرب تجاه العرب هو أن يصنع العرب صورتهم بأنفسهم، ولكي يتمكنوا من ذلك يجب أن يتحولوا في وطنهم من رعايا إلى مواطنين.