الحضور وحده كشف معالم الطريق … علي ديب: المنتصر بوصلته نحو الأمام دائماً

تشرين – لمى سليمان:
حضور الحق أبلغ من روايات المكابرين.. والصمود قال كلمته ليفعل بهدوئه وحكمته ماعجزت عنه مكائد الغرب والشرق مجتمعة.. كلمات قليلة رسمت الطريق وأعادت توجيه البوصلة إلى قبلة مشق.. وكما قالها الرئيس الأسد قبلاً “الأمل بالعمل” يعود ليؤكد في كلمته في القمة العربية المنعقدة حالياً في جدة بقوله “من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل”.
يبدأ العمل من التأكيد أولاً على العروبة الصرفة، كما يرى المحلل الاقتصادي د.سنان علي ديب في حديثه لـ”تشرين”، أي العروبة الخالصة من الشوائب التي حاول البعض دسّها من خلال ما يسمى العولمة الثقافية، وبعض الادعاءات التي كانت تهدف لوضع إسفين بين الدول العربية والتأكيد أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية الأساسية لكل العرب.
أما هذا الترحيب الكبير والانفتاح الذي نشهده والذي ظهر أولاً في قمة الجزائر الأولى واستمر في الصدر الرحب لولي العهد السعودي ليثبت بأن القرار بعودة سورية قد تمّ اتخاذه بناء على أسس ثابتة وصحيحة. هذا الانفتاح سيثمر نتاجاً طيباً على صعدٍ عدة بشرط تنحية العواطف جانباً والعودة للثوابت والأسس والواقع، وهو ما جاء في قول الأسد : ” سورية ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم.”
القادم جميل كما يراه د.علي ديب في كلمات القائد الأسد حين نعرف كيف نستغل الحاضر ونستثمره ونتذكر كيف سعت سورية قيادة وجيشاً وشعباً لاستنباط الحلول برغم كل الظروف المريرة لنعيد الانتعاش لسورية ولنعيد الطاقات السورية البشرية- التي تاجر البعض بهم لفترات طويلة- إلى النسيج الحي لسورية.
ويتابع د.سنان: الحضور بذاته هو انتصار ورسالة صريحة وواضحة وما من وقت للعتب، فالمنتصر بوصلته نحو الأمام دائماً ولا وقت لديه للنظر خلفه والكل يعرف أنه برغم الحرب القاسية التي مرت سورية بها والتي لم تذر بشراً ولا حجر، فنحن لم نستجدِ ولم نعاتب، والآن بعد أن حق الانتصار فلن نعود للوراء وسيكون التعافي سريعاً بعد أن وجدت النيات الصحيحة و باستثمار المحيط والبيئة الايجابية التي سبقت القمة وما نشهده الآن، فالعلاقات البينية العربية والمزايا التي تتمتع بها سورية وحاجة الكثير من الدول لموقع سورية وقوتها وميزاتها سيجعل الولادة الجديدة طبيعية وسلسة نحو إعادة البناء والإعمار في سورية.
إذاً يبقى على العرب الذين وحّدتهم القمة اليوم أن يبحثوا عن العناوين الكبرى التي تقف في طريق تعريف عروبتهم ولمّ شملها، فأغلب مآسي العالم والبشر من وراء فرض أسلوب واحد متبلور على دول العالم لا يناسب خصوصياتهم، فالنموذج الليبرالي كان مدخلاً لضرب البنى ولتسهيل التدخل الخارجي وحسب الرؤية لا تغلق نوافذك أمام الأعاصير ولا تخلعها فنصبح في مهب الرياح.
العلاج يكون دوماً بنموذج واقعي يحصّن البلد والبشر وقد أصبح الموضوع أسهل بعد العواصف العنيفة التي واجهناها وأمام تمرد شبه عالمي على نموذج متوحش لم يسلم منه بشر أو حجر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت