«مسرح أفاميا» دليلٌ على وجود حضاريّ إنسانيّ كبير يستحقّ إعادة الإحياء
تشرين- سناء هاشم:
أكد معاون مدير ثقافة حماة المهندس مجد حجازي أن «مسرح أفاميا» أحد أكبر مسارح الشرق القديم، مشيراً إلى عظمته البنائية والوظيفية وعظمة الطاقات الاستيعابية لمدرجاته وتصميمه المعماري.
وجاءت تصريحات حجازي خلال محاضرة له ألقاها ضمن فعاليات مهرجان مصياف المسرحي، وحملت عنوان «المسارح التاريخية في سورية – مسرح أفاميا أنموذجاً».
وقدّم المحاضر شرحاً موجزاً وتحليلاً دقيقاً وممتعاً عن وظائف المسرح ونشأته واستعرض بعض أهم المسارح الأثرية الموجودة على امتداد الجغرافيا السورية كمسارح (تدمر وبصرى وجبلة وبانياس والنبي هوري وأفاميا ..إلخ ) .
كما لفت حجازي في محاضرته إلى أن مسرح أفاميا بني على هضبة طبيعية بطول واجهة كواليس ١٣٩ متراً ، وبني بداية على الطراز الإغريقي في القرن الثالث قبل الميلاد وبتصميم نصف دائري.
وأردف قائلا:«ولكن في القرن الميلادي الثاني وفي الفترة الرومانية تحديداً تمت توسعته بشكل كبير، فازدادت المدرجات وتعددت المداخل، وأصبح من أكبر مسارح الشرق إذ كان يتسع لعدد ٢٥ ألف متفرج».
وبيّن حجازي تأثر مسرح أفاميا بشكل كبير بالزلزلة التي حصلت عام ١١٥٧م، إذ تهدم قسم كبير منه حاله حال مختلف أبنية أفاميا وقلعة المضيق التي بنيت مكان «أكربول» المدينة، فقام آنذاك نور الدين زنكي بترميم أسوار وأبراج قلعة المضيق مستخدماً حجارة المسرح.
وأوضح المحاضر أنه لاحقاً وخلال الفترة العثمانية استخدمت أيضاً حجارة المسرح في بناء خان الحجاج (متحف أفاميا حالياً) كما لوحظ وجود أفران لصناعة الكلس داخل البناء، وهي تعود لفترات عدّ فيها المسرح كمقلع حجري .
مع العلم أن المسرح في أفاميا استخدمه جيش نور الدين زنكي كنقطة متقدمة قبل أن يتمكن من الاستيلاء على القلعة، لذلك هناك بعض المراجع تسمي بناء المسرح بالحصن، بينما الذاكرة الشعبية في المنطقة تدعوه بالقصر .. وأضاف حجازي: «حالياً وللأسف يبدو مسرح أفاميا كأطلال وبقايا حجرية لايمكن أن يستوعبها إلا المختص بالعمارة أو الآثار، وبعض التنقيبات الخجولة التي تمت على ذلك المسرح كشفت بقاء أجزاء بعض الصفوف الأمامية من كامل بناء مدرج المسرح وأيضاً ممكن ملاحظة بوابتين للدخول وجدار كواليس ومدخل لها..!».
وقد عدّ حجازي وجود هذا المسرح الضخم في أفاميا دليلاً على وجود حضاري إنساني كبير يستحق الذكر والمزيد من الاهتمام والبحث بل وإعادة الإحياء والترميم. واستعرض حجازي خلال محاضرته مقارنة مسرح أفاميا مع مسارح أخرى كمسرح بصرى الشهير، وقال إنه يتسع لعدد ١٥ ألف متفرج وبطول واجهة كواليس خارجية ١٠٢م، بينما يتّسع مسرح تدمر الشهير لعدد ١٥٠٠ متفرج وبطول واجهة كواليس ٤٠م.