«علوم البحار والمحيطات».. في النادي الأدبيّ النسائيّ
تشرين- رنا بغدان:
يُعرّف «علم المحيطات Oceanography» بأنّه علم واسع يدرس كل ما يتعلق بالمحيطات من النواحي الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والجيولوجية، ويرتكز على العديد من العلوم مثل الجيولوجيا والجغرافيا والجيوفيزياء والفيزياء وعلم النبات والحيوان وغيرها, وقد حددت الأمم المتحدة عام 1998 عاماً للمحيطات بهدف مراجعة كاملة لبرنامج المحيطات لتأمين التطوير المنسق , وزيادة وعي الناس بأھمية المحيطات في حياة الإنسان وتأثيره فيھا.. من هنا دعا النادي الأدبي النسائي لحضور ندوة بعنوان «البيئة البحرية والساحل السوري الواقع والتحديات» شارك فيها الدكتور سامر ماميش والأستاذة مي نصير في قاعة كنيسة الصليب المقدس.
عن علم المحيطات وعلومه تحدّثت الأستاذة مي نصير ماجستير علوم بحار من ساوثمبتون- بريطانيا فقالت:
تناولت في محاضرتي علم المحيطات وجميع العلوم المتعلقة به من الجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا البحرية وصولاً إلى هدف البيئة البحرية, وذلك عبر محاور عدة، فتحدّثتُ عن الجيولوجيا البحرية التي تدرس الأرض عند حافة البحر وتحت سطحه وتاريخ العمليات التي تشكل أحواض المحيط, والفيزياء البحرية التي تبحث عن أسباب وصفات الحركات المائية مثل الأمواج، التيارات، والمد والجزر وكيفية تأثيرھا في البيئة البحرية, ودراسة انتقال الطاقة الضوئية والحرارية في ماء البحر, والكيمياء البحرية التي تدرس تركيب الماء وأنماط التفاعلات التي تحدث فيه, والبيولوجيا البحرية المتعلقة بالكائنات البحرية التي يمكن تقسيمها إلى العوالق والسوابح والقاعيات، ونوهت بإمكانية انقراض بعض منها وطرق حمايتها, إضافة إلى علم الھندسة البحرية. ثم تناولتُ علم البيئة البحرية وأقسامها كعلم البحار الفيزيــائي وعلم البحار الكيميــائي والمد والجزر ودرجة الحرارة والكثافة والملوحة والدورة العامة لمياه المحيطات.
وعن الساحل السوري الواقع والتحديات تحدّث د.سامر ماميش من جامعة تشرين الحاصل على الدكتوراه في البيولوجيا البحرية قائلاً: أسهمت النشاطات البشرية المتزايدة والتطور التكنولوجي المتسارع في الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية واستنزافها، وتراكم الملوثات المختلفة، ما أدى إلى تدهور مكونات البيئة وحدوث خلل في اتزان النظام البيئي الطبيعي، وظهور عدد كبير من المشاكل البيئية وبشكل خاص في البحار والمحيطات. كما أدت التغيرات المناخية إلى ارتفاع درجة الحرارة والملوحة والحموضة وإلى تغيرات عميقة في النظام البيئي البحري، انعكست سلباً وأسهمت في خلق ظروف بيئية في التنوع الحيوي، وذلك عن طريق هجرة أو انقراض كثير من الأنواع كانت درجات الحرارة والملوحة تحول دون وصولها واستيطانها.. ويتابع د. ماميش فيقول: كما يعاني الساحل السوري الكثير من الضغوطات التي تتمثل بالكثافة العالية للسكان والتلوث الصناعي والتلوث بالصرف الصحي والزراعي، ويضاف إليه النفايات الصلبة وارتفاع حرارة وملوحة ماء البحر وانخفاض الإنتاجية الأولية بسبب زيادة التبخر، والتناقص المستمر في معدل الأمطار والمياه العذبة الواردة إلى البحر نتيجة بناء السدود على الأنهار الساحلية, وقد أدى النشاط البشري المتزايد في الصيد البحري من دون التقيد بقوانين حماية المخزون السمكي إلى تراجع أعداد الأسماك التجارية في الساحل السوري واستنزاف للثروة السمكية.
وفي ختام الندوة وزعت الأستاذة مها نصير رئيسة النادي الأدبي النسائي الدروع التكريمية على المحاضرين، ثم فُتح باب الحوار، وكان للأسئلة والمداخلات دور في إغناء الجلسة وموضوعها المتميز… يذكر أن «النادي الأدبي النسائي» هو أقدم جمعية أدبية نسائية خيرية, أسسته الأديبة المناضلة والصحفية ماري عجمي عام 1920، وقد حرص منذ ذلك الحين على تحقيق أهدافه والعمل بها.