سيناريوهات المواسم السابقة حاضرة منذ البداية.. مزارعو الخضار الصيفية يفصّلون هواجسهم باكراً!
تشرين – عمار الصبح:
قد يبدو الحديث عن موسم الخضار الصيفية في محافظة درعا باكراً بعض الشيء، فزراعة هذه المحاصيل لا تزال في طور البدايات، غير أن مشهد الانتكاسات في الأسعار والتي حصلت لبعض محاصيل الخضار الصيفية في المواسم السابقة، يكاد لا يغيب عن أذهان مزارعي هذه المحاصيل، خصوصاً وهم يتهيؤون للبدء بزراعة موسم جديد تغلّفه التكهنات وتعتريه هواجس الخسائر المحتملة التي باتت تلقي بظلالها على أجواء الموسم.
مزارعون استبقوا قدوم الموسم الجديد بالحديث عن مرارة ذكرياتهم مع المواسم السابقة، وما تكبدوه من خسائر أثقلت الكاهل، على حدّ قولهم، فما حصل لمحصول الثوم في العام الماضي وتدني أسعاره، ومع غيره من المحاصيل وإن كان بنسب أقل، مرشح لأن يحصل مجدداً مع محاصيل أخرى، قد تتدنى أسعارها في ذروة الإنتاج وتصير رهينة قاعدة العرض والطلب التي بات يتحمل المزارعون وحدهم وزرها.
عبدو السعدي أحد مزارعي الخضار في منطقة الصنمين أشار في حديثه لـ”تشرين” إلى أن الهاجس الأول لدى معظم المزارعين هو الخشية من أن تتدنى أسعار محاصيلهم في وقت الإنتاج إلى الدرجة التي يتعرضون معها للخسارة، وقد حصل هذا مراراً في مواسم سابقة سواء للثوم أو الخيار أو حتى البندورة التي تعد المحصول الأهم، لافتاً إلى أن الحديث هنا يدور عن تكاليف باتت باهظة ولا مجال هنا للتجريب، فأي خسارة قد يتعرض لها البعض قد تكون قاضية، وتعني بالنسبة لهم توديع كار الزراعة الذي بات أشبه بلعبة الحظ.
وفيما يُبدي المزارع عزمه على المضي في زراعة محصول من الفليفلة والباذنجان هذا الموسم، باعتبارها مصدر رزقه الوحيد، فإنه في الوقت نفسه لا يكف عن مراجعة حساباته خشية أن يتعرض للخسارة، التي باتت حسب قوله، تسبق تفكيره بأرباح صارت رهينة التكاليف وقلة الدعم وغياب قنوات التسويق.
بدوره أوجز مزارع آخر أبرز ما يعانيه مزارعو الخضار الصيفية من مشاكل يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة والمحروقات، فالكميات التي يجري توزيعها عليهم حسب التنظيم الزراعي لاتكفي، ما يضطرهم لشراء النسب الأكبر من السوق وبأسعار مضاعفة، مطالباً بزيادة كميات المحروقات اللازمة للري وتوزيعها على أساس المساحات المزروعة فعلاً وليس فقط المخططة، والعمل على التوسع بالآلية التي يجري العمل بها لتشغيل الآبار الزراعية على الكهرباء لتشمل أيضاً الخضار الصيفية، فضلاً عن المطالبة بتأمين كميات كافية من السماد والمبيدات وإطلاق قروض لتشغيل الآبار على الطاقة الشمسية بشروط ميسرة، والأهم من ذلك حسب قوله تفعيل صندوق دعم الإنتاج الزراعي وإيجاد أسواق لتصريف الإنتاج في ذروة المواسم، والبدء منذ بداية الموسم بوضع خطة تسويقية تحفظ للمزارعين هامش ربح معقول يمكنهم من الاستمرار في زراعتهم.
ويتوزع موسم الخضار الصيفية على أصناف الكوسا والخيار والفاصولياء والبامياء والملوخية والباذنجان والفليفلة والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها، إضافة إلى البندورة التي يتم عادة إفرادها بخطة مستقلة، وتعد هذه المحاصيل سلة الأسواق الرئيسة وصمام أمان للأسعار التي تنخفض لمصلحة المستهلك في ذروة الإنتاج. وتنتشر زراعة هذه المحاصيل على نطاق واسع في العديد من مناطق المحافظة، حيث باتت واحدة من أهم المحاصيل التي اعتاد المزارعون على زراعتها خصوصاً بعد تمرّسهم بها وتحقيقهم مستويات عالية من الإنتاج في وحدة المساحة فضلاً عن النوعية والجودة والمذاق المتميز.
وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بدرعا المهندس وائل الأحمد أن المساحات المخططة لزراعة الخضار الصيفية لهذا الموسم تصل إلى 2600 هكتار وتشمل كل أصناف الخضار، هذا فضلاً عن الخطة المستقلة لمحصول البندورة، والتي تصل إلى 3000 هكتار، منها 2100 هكتار في العروة الرئيسة ونحو 900 في العروة التكثيفية، لافتاً إلى أن المساحات المخصصة لزراعة الخضار التكثيفية تبلغ 790 هكتاراً.
تبقى الإشارة إلى أن بعض أصناف الخضار شهدت في مواسم سابقة انتكاسات سعرية في ذروة إنتاجها أدت إلى كسادها، ومنها محصولا الثوم والبندورة، ما يفرض على الجهات المعنية حسب ما يطالب به المزارعون وضع سياسة تسويقية وتسعيرية باكراً.