صديقك من صدقك.. مرشدة تربوية: الصداقات المتباعدة عمرياً مفيدة للطرفين
تشرين – دينا عبد:
يمنح الصديق (السند) في أوقات الشدة التوازن والوعي ويبدد المخاوف من الوحدة؛ والصداقة هي أهم ما يرافق الإنسان في تفاصيل الحياة المفرحة والمحزنة.
ويرى البعض أن فروقات الأعمار في الصداقة أكثر نضجاً، نظراً لتجربة أكبر يعيشها أحد الصديقين، إذ تساعد الطرف الآخر في فهم الحياة بشكل أفضل.
تجارب
يؤكد عدي الطالب في كلية الآداب أنه لا يعترف بالفوارق العمرية بين الأصدقاء، خاصة أن له الكثير من الصداقات سواء في العائلة أو خارجها، لافتاً إلى استفادته من خبراتهم الحياتية المتعددة.
فيما يرفض ماهر إقامة أي نوع من الصداقة مع من يكبره في العمر، لإيمانه باختلاف التفكير بينهما، ولا يمكن لهما أن يتفقا إلّا إذا كانت اهتماماتهما مشتركة، مشيراً إلى أنه شاهد عيان على علاقة صداقة أحد طرفيها يكبر الآخر أكثر من اثنتي عشرة سنة، سرعان ما انتهت بسبب اختلاف الأفكار بينهما.
ورغم وجود عائلة ميس حولها، وسعيهم دائماً لتقديم الدعم لها، إلّا أن وجود صديقاتها بجانبها، يلعب دوراً كبيراً في مساعدتها في أن تتخطى مشاكل وعقبات، وتؤكد أن فارق العمر بينها وبين صديقتها المقربة منها، والتي تكبرها في العمر بأكثر من ١٠ سنوات، ساعدها في حياتها، لأنها كانت لها بمنزلة الأخت الكبرى على حدِّ وصفها، فهي تنصحها وترشدها إلى ما فيه خير لها.
وتؤكد رضوة وهي مربية أجيال ومعلمة متقاعدة، من خلال تجربتها بأن الأصدقاء لهم دور كبير في حياة الفرد وخصوصاً من يكبرونهم في العمر لأن لديهم الخبرة والتجربة، إلى جانب دورهم في تعزيز الثقة بالنفس، وتغيير العادات للأفضل.
أما ابتسام وهي موظفة وتبلغ من العمر 35 عاماً، ولديها صديقة في العمل تكبرها بعشرة أعوام ترى أنها ساعدتها في تيسير حياتها، وفي كيفية الحكم على الأشياء.
وتؤكد أنها منذ كانت في المدرسة ووالدتها حريصة على أن تتعرف إلى صديقات من جيلها، وألّا تتعرف على الأكبر منها، لكنها بعد هذه التجربة وجدت أن أجمل الصداقات هي ذات الأجيال المختلفة، فهي التي تعطي العقل مدارك أخرى، وتكون أكثر تعقلاً في المشاعر والحكمة.
تقارب في الأعمار
المرشدة التربوية صبا حميشة بيّنت أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تقارب في الأعمار بين الأصدقاء، وذلك كي يتاح لهم العيش وسط أجواء مفعمة بالتقارب وتشابه بالفكر والمشاعر.
وتضيف أنه من الضروري أن تتوافر الصداقات في المراحل المبكرة من العمر في المرحلة الابتدائية والإعدادية مثلاً.
والعلاقات المتباعدة عمرياً مفيدة للطرفين، فالصديق الأكبر في العمر، يعني وجود الخبرة والحكمة والعطف، وينقل التفكير إلى مكان آخر بزوايا مختلفة.
وفي المقابل الصديق صغير العمر يكسب الشخص أيضاً نواحي أخرى من ابتكارات الشباب، وأحلامهم وأفكارهم والاستفادة من التطور التكنولوجي.
ووفق حميشة فمن المهم أن يكون لكل فرد صديق يكبره في العمر أو يصغره، لما لهذه العلاقة من فوائد كثيرة، فوجهات النظر المختلفة تعطي طعماً مختلفاً للحياة.