تأخر إصلاح المضخات الغاطسة يتسبب بأزمة مياه في السويداء
تشرين – طلال الكفيري:
لا تزال أزمة المياه المعدومة الحلول لتاريخه، والملازمة لأهالي السويداء منذ أكثر من عامين، تفرض نفسها قسراً على كل أهالي قرى وبلدات السويداء كواقعٍ بات مسلّماً به، والذي من المتوقع أن يزداد سوءاً في قادمات الأيام، ولاسيما أن فصل الصيف بات قريباً على الأبواب.
فشحُّ الوارد المائي الواصل إلى منازل الأهالي أحياناً، وانعدامه أحياناً كثيرة، ما كان له ليكون حسب من التقتهم “تشرين” لولا التعطل شبه الدائم للآبار المغذية لقرى وبلدات المحافظة، نتيجة احتراق المضخات الغاطسة بسبب الانقطاعات الترددية للتيار الكهربائي، وقِدم تلك المضخات التي تجاوزت عمرها الاستهلاكي، والذي يطول إصلاحها لعدم توافر بديل عنها لدى مستودعات المؤسسة، المترافق مع عجزها مالياً عن إصلاح المعطل بذريعة عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لعملية الإصلاح، ما يدفع الأهالي لتأمين مياه الشرب لقراهم إلى إصلاح الغاطس على نفقتهم الخاصة كحال أهالي قرية ذكير وغيرها من القرى الأخرى.
وبالرغم من ذلك الواقع المائي المرير الذي يعيشه أهالي السويداء، فالحلول وللأسف ما زالت مجرد وعود شفهية وإجراءات مكتبية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولسان حال الأهالي يسأل إلى متى ستبقى مؤسسة المياه عاجزة عن إصلاح المضخات الغاطسة، وتأمين البديل لها، لكون من يدفع الضريبة هم المواطنون؟
ما أبقاهم أمام خيارين أحلاهما مرّ؛ فإمّا البقاء تحت رحمة سائقي صهاريج المياه الخاصة التي أسعارهم لا ترحم، وإّما الذهاب لإصلاح المضخات من حرّ مالهم هرباً من العطش وأثمان الصهاريج الخاصة على حدٍّ سواء.
” تشرين” وجهت تساؤلات لمدير عام مؤسسة مياه السويداء الجديد المهندس وائل الشريطي عن أسباب أزمة المياه في السويداء، ليأتينا الرد من المكتب الصحفي بالمؤسسة، متضمناً أن السبب الرئيس لأزمة المياه مرده إلى توقف عدد ليس بالقليل من المضخات الغاطسة عن العمل، نتيجة عدم استقرار التيار الكهربائي المغذي للآبار الارتوازية، مضاف إليه انخفاض التوتر لدرجة تصبح بها المضخات الغاطسة عاجزة عن الإقلاع، والأهم هو القطع الترددي لأكثر من عشر مرات يومياً، ما انعكس سلباً على عمل الآبار المحيدة عن التقنين، التي لا يوجد عليها مجموعات توليد كهربائية مثل مشروع آبار محطة الثعلة المغذي الأساسي لمدينة السويداء بمياه الشرب. ولتبقى المشكلة الأساسية وهي احتراق المضخات الغاطسة، وعدم القدرة على إصلاحها أو استبدالها من المؤسسة لعدم توافر اعتمادات مالية، ما أدى إلى خروج نحو 52 بئراً ارتوازية من الاستثمار بواقع ست آبار تغذي مدينة السويداء، وثماني آبار تغذي منطقة القريا، و14 بئراً تغذي منطقة شهبا، و12 بئراً تغذي منطقة صلخد، و12 بئراً تغذي ريفي المحافظة الشرقي والغربي.
طبعاً عجز المؤسسة عن إصلاح المضخات الغاطسة حسب ردها، يعود لعدم توقيع عقد الصيانة لتاريخه من جراء فشل إجراءات التعاقد في الإعلان الأول حيث تم الإعلان للمرة الثانية
وتعاني المؤسسة من وجود نقص شديد بالكوادر الفنية ( خاصة من الفئة الثانية ) اللازمة لتشغيل وصيانة المصادر المائية مترافقاً مع وجود نقصٍ أيضاً بآليات الخدمة والهندسية مع عدم توفير المحروقات لها بالشكل اللازم لتشغيلها، كما تعاني المؤسسة من الديون المالية المتراكمة عليها للقطاعين العام والخاص.