الاعتراض عند الطفل
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
كل الأطفال يستخدمون الاعتراض، إمّا ليكتفوا مع مرحلة جديدة من حياتهم، أو ليكتسبوا استقلاليتهم، وإظهار الفشل لمعارضته شيئاً ضرورياً وصحياً لنموه بشكل جيد مهما بدا الأمر متناقضاً، ويمكن الإشارة إلى أن الطفل بحال جيدة حين يعارض، فسلوك الاعتراض هو انعكاس لمرحلة جديدة من حياة الطفل، ومن رغبته بالاستقلالية، وبالتالي يعيش الأهل بشكل دائم ومنتظم أشكالاً، لا بل مراحل من الاعتراض تستمر عموماً إلى أن يستقل ويترك المنزل الأسري، ويحصل التعبير عنها في المجال أو المجالات المتعددة التي تتضمن فرض الممنوعات (وهذا يسمى الأنا العليا).
ومن الممكن أن تكون هذه المعارضة موقف رفض عام، حيث تستمر الصراعات بشكل يومي، وحيث تتعدد مواضيعها وتتنوع، يمكن التمييز هنا بين شكلين (الرفض الناشط، والرفض السلبي- العدائي) وهما غير متماثلين إن من حيث الدلالة أو من حيث المظاهر أو النتائج، فالرفض الناشط هو الذي يتم التعبير عنه بـ(لا) واضحة، ببكاء، بغضب، بعدوانية لفظية.. إلخ، من مظاهره الأكثر تواتراً نذكر رفض الأوامر والتعليمات، ورفض القيام بالفروض والواجبات، وكذلك التعبيرات عن مظاهر غضب مع التلفظ بإهانات أو مع حركات عنيفة، أي باختصار: القيام بسلوكيات ظاهرة خارجياً، لكن تجدر الإشارة إلى أن معظم الرافضين الناشطين لا يذهبون بعيداً من حيث المشاكسة والصراع، فهم غالباً أطفال يجادلون ويجب التصارع معهم ليقوموا بتنفيذ ما يطلب منهم، وتعدّ بعض مراحل الطفولة مولدة لهذا النوع من الرفض.
باختصار؛ من غير الممكن، ومن غير المطلوب، تغيير شخصية الطفل، لكن إمكان تعديل الأهل للسلوكيات الإشكالية التي تظهر عنده تبقى شديدة الارتفاع، خصوصاً حين يتعاملون معها بالشكل الموضوعي، الذي تم التركيز عليه ومن ثم معالجة كل سلوك للطفل بمفرده، بدءاً بالأقل حدة واضطراباً، صعوداً للأكثر إشكالية.