زواج هذا الزمان.. يوم عسل ويوم بصل
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
في هذا الزمان ازدادت المشكلات الزوجية بين الرجل والمرأة، وامتلأت خزائن المحاكم بملفات القضايا المتعلقة بهذه الأزمة من طلاق ونفقة.. إلى ما هناك، وإذا ما غصنا في المقدمات الاعتيادية نجد أن الشاب يتقدم للزواج من إحدى الفتيات، فيقابله أهلها بعد حين بالقبول بعدما رأوا فيه صفات طيبة وإمكانات جيدة ووعوداً بالخير، فيدعون لهما بالتوفيق وبالرفاء والبنين، ويعيّن موعد العرس، ويتم الاحتفاء به من قبل عائلتي الطرفين.
في البداية يعيش الزوجان حياة هادئة مملوءة بالحب والسعادة والاحترام.. والحياة الزوجية -كما يُقال- (يوم عسل ويوم بصل)، فالخلاف قد يقع بين الزوجين لاعتبارات كثيرة، ولأسباب عدة، قد تكون في محلها أو لا، منها أن الزوج يرغب عند عودته من العمل أن يرى المنزل نظيفاً والطعام مهيأً مع الابتسامة الحلوة من الزوجة مع عبارة (الله يعطيك العافية)، وقد ترى زوجة قضت نهارها في ترتيب المنزل وغسل الثياب وإعداد الطعام ومراقبة الأولاد ومتطلباتهم الكثيرة ودراستهم، ومن ثم تنتظر زوجها فيتأخر فتذهب لتنام من شدّة تعبها، وبدل أن ترتاح تُفاجأ بزوجها يوقظها بعدما عاد في ساعة متأخرة؛ فقط لأنه يرغب عندما يعود إلى المنزل أن يرى زوجته بانتظاره.
ومن الرجال من يعمد إلى شتم زوجته دونما سبب أمام أولاده، ويُسمع جيرانه غير آبه، وقد يعمد إلى ضربها، وتزداد الأمور سوءاً عندما يهددها بالطلاق لإخافتها، وقد ينفّذ تهديده، فتصل الأمور إلى ما لا تُحمد عُقباه.
ومن النساء من تعمد إلى معاملة زوجها بأوامر، وتخشن له بالكلام خاصة إذا كان زوجها أديباً حليماً سكوتاً، وترفع صوتها في وجهه عالياً، ولا تلتزم حدّها، بل قد يصل الأمر إلى أن تطلب منه الطلاق أكثر من مرة، فيفقد صوابه، ويطلقها، وهو غاضب بالثلاث، لأن الغضب ليس عذراً، فتقع في شراك فعلتها.
وأخيراً، لنا في رسول الله محمد (ص) القدوة الحسنة عندما قال: «استوصوا بالنساء خيراً»، وقال: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».. وكان الله في عون الزوج والزوجة في هذا الزمن الرديء والظروف الصعبة.