«ممنوع من العرض» يهرب إلى منابر خارج الرقابة.. الدراما الرمضانيّة تنعش سباق استقطاب بين المنصّات الإلكترونية
تشرين- بارعة جمعة:
حضور متواصل خالٍ من تقطّع المشاهدة بالإعلانات التي تدفع المتابع للملل، استثمار للوقت في متابعة أعمال درامية حُرمت فرصة العرض ضمن شاشات التلفزيون أشعل الرغبة داخل جمهور دراما رمضان للبحث عنها وتسجيل حضور يومي لديها، باستخدام باقة عروض عربية كانت أميزها الدراما السورية.
المنصّات الإلكترونية فتحت الطريق للمشاهدة الفوريّة ومن دون قيودٍ أو ملل
حجزت لها فرصة بين المتابعين لدراما رمضان 2023، التي عُرفت بالأكثر حظاً من مواسم سابقة، لحضورها ضمن منصّات إلكترونية، غدت الأكثر انتشاراً وطلباً في المتابعة لما أُطلق عليه «ممنوع من العرض» .
سياسة الجذب
تحوُّل درامي أشبه باختصار الزمن بدقائق تناسب هذه الحالة، ما دفع الكثير من منتجي أعمال الدراما لمواكبة هذه النقلة النوعية في أسلوب تقديم المنتَج لجمهور بات أكثر انشغالاً مما كان عليه سابقاً، اختصار الزمن والبعد عن فواصل الراحة بين مشهد وآخر بات من الماضي، ليبقى التركيز على تشويق المتابع بعرض مقتطفات من الحلقات القادمة، هو السر الكامن في تثبيته والاحتفاظ به لديها.
لبابيدي: الجودة العالية والإبهار البصري سمة الإخراج لهذه المنصّات
تتعدد الأسماء والشروط الواجب تنفيذها للارتباط بمنصة من دون أخرى، في وقت أخذت به منصّة «شاهد» نصيبها الأكبر من الزبائن، أمام عروض مجانية لمشاهدة مسلسلاتها التي كان أبرزها (مربى العز والنار بالنار) ضمن باقة رمضان 2023، بينما اختصّت منصّة ووتش ات (Watch It) المصرية، التي راهنت على شكل الدراما الحديثة، بعرض المسلسلات المصرية فقط.
الجودة العالية والإبهار البصري سمة الإخراج لهذه المنصات، لابل يتم العمل ضمن هذه الشروط المسبقة من شركات الإنتاج وفق رؤية المخرج طلال لبابيدي التي لا تتردد في تقديم ميزانيات ضخمة لها، بغية منافسة العرض التلفزيوني الذي بات يختلف كثيراً عنها.
سلاح ذو حدّين
جرأة الطرح وعمق التعاطي يبرزان بقوّة ضمن أعمال عدة احتوتها هذه المنصات، وهذا مرده في رأي لبابيدي لتجاهل الموضوع الرقابي لديها وضعف المحاسبة من قبله، في حين لاتخلو هذه الأعمال من تلوث فكري يجتاح عقول المجتمع العربي بذريعة تناول قضايا حساسة بمفردات غير مقبولة ولا تضيف شيئاً للعمل، ما يفتح المجال لتمرير أفكار هدّامة للأسف.
تجاهل الموضوع الرقابي يمنح جرأة الطرح.. وجني الأرباح هو مؤشّر النجاح
جني الأرباح هو المؤشر الأكثر تصديقاً لنجاح عمل منصات عرض الأعمال الدرامية التي لاتخلو من العنف الذي طغى على أغلبيتها، وبات المحفز الأول لمتابعة المشاهدة من قبل الجمهور، مسجلاً الكثير من الأرقام الخيالية التي برزت في أول حلقات مسلسل الزند، برقم قارب الـ250 مليون مشاهدة، عدّه المخرج طلال لبابيدي خيالياً واستطاع جني قرابة الـ 12 مليار ليرة سورية، وبذلك استطاع تحصيل رأسمال الشركة منذ اليوم الأول، لكنه وبالرغم من كل هذه السباقات لكسب الأسبقية وتسجيل الحضور الأقوى في عرض رمضان، فالمنصات تسير بركب التطور، والتلفاز لايزال حاضراً في ذهن المشاهد بخصوصيته التي لايمكن لأي تطور أن يلغيها.