عاصي الزند يربك الحلاقين.. شبان سوريون يخالفون قناعاتهم بالتقليد الأعمى

تشرين-بارعة جمعة:

لم تمر العشرية الأولى من الشهر الكريم من دون تسجيل حدث لافت، أخذ جمهور السوشيال ميديا لمتاهات الترندات وتحديث أسلوب نظرتهم للحياة والموضة التي اجتاحت ذاكرة الشباب السوري، متسللة عبر منافذ الشغف للتقليد، الذي لم يزل حتى اليوم أعمى برأي المختصين، واليوم تطالعنا الكثير من الآراء حول تغيير الشكل الخارجي لشباب كان بالأساس رافضاً له، إلّا أن نجم رمضان 2023 الملقب بالعاصي خالف كل قوانينهم، آخذاً بهم لأماكن كانت وجهتهم من دون تفكير مسبق بالرفض لها إطلاقاً.

تغيير جذري

“بيخلق من الشبه أربعين”، كانت ومازالت قاعدة رائجة، جعلت من الحلاقين أمام اختبار صعب على حدّ قولهم، بعد الهجوم الكبير من فئة الرجال على اختلاف أعمارهم للتشبه بحلاقة العسكر، التي كانت موضة قديمة قبل ظهور عاصي الزند، جعلت منهم نسخاً متشابهة، وزبائن يومية لدى الحلاقين، ممن أكدوا عبر لقاءاتهم السريعة بوسائل إعلامية ارتباكهم من التجديد المستمر الذي يرافق النجم تيم حسن ضمن أدواره، والذي ينعكس بسرعة على جمهوره، الذي ما لبث أن أخذ منها سبيلاً لتغيير طريقة تصفيف شعره وترتيب ملامح وجهه بما يتناسب مع الشخصية المعروضة من مبدأ أن الشعر “بضاعة مخلوفة”، وإهمال فكرة أن الأغلبية منهم لا تتناسب ملامحهم ولا أعمارهم مع “اللوك الجديد” للفنان، ما جعل من ثقافة التجديد لديهم مستمرة، ولا تنتهي بانتهاء عمل هذا الموسم فقط.

فراغ فكري

المثير للدهشة وسط هذا الكم الهائل من الشخصيات المقدمة من قبل النجم نفسه، هو اندفاع الجمهور إليه من دون أي تفكير، والذي وفق توصيف الباحثة الاجتماعية غالية البغدادي ينبع من حدوث خلل قيمي لدى الجمهور، وتشتته بين ما نشأ عليه وما اكتسبه من قيم، وبين التقدم التكنولوجي والمعرفي الذي لحق مناحي الحياة كافة.

عاصي الزند يزيد إقبال الشباب السوري للحلاقين

تغيير ملامح وعادات المجتمع بات رهن التطور التكنولوجي، والذي ستنتج عنه أمور قد تكون إيجابية مثل تحقيق التقدم والتطور ببعض المجالات، إلّا أن التشويش الحاصل هو في حد ذاته سلبية، وظهور ما يعرف بالاستهلاك المظهري المدعم فكراً بشخصيات معروفة كالفنانين له غاياته برأي البغدادي، والتي يندرج تحتها السعي للثراء بغض النظر عن شرعية الوسيلة المستخدمة.

باحثة اجتماعية: الجمهور يعاني خللاً قيمياً بين ما اكتسبه منذ نشأته وبين التقدم التكنولوجي

حب الشهرة

هو خلل بأنماط التنشئة الاجتماعية في الأسرة العربية عموماً، لتصدير ثقافة التحرر والفكر النير، بينما التأثير المتزايد في الجمهور المتلقي، يجعلنا قادرين على تفسير الفروق الجوهرية بين من يسعى للتقليد و من يعمل للارتقاء فكرياً وفق البغدادي، لذا لا بدّ لنا من إدراك دور وسائل التواصل الاجتماعي، وتحمل مسؤولية ما نشاهده، بعدم إلغاء ذاتنا الحرة والانجراف لأمور غير صحيحة، ومنها الاهتمام بالمظهر فقط.

الأصعب من التقليد هو جعل الأشخاص مشاهير من دون النظر إلى إنجازاتهم

الأصعب من التقليد الأعمى، هو جعل الأشخاص مشاهير من دون النظر لإنجازاتهم إن كانت تستحق كل ذلك، وسط اعتيادنا التأثر بشخصيات درامية هي سلبية في الواقع، ليبقى الانتباه لأجيال تلحق السوشيال ميديا أمراً ضرورياً، أمام لعبة التسويق، التي شكلت حجر الأساس لانطلاق هذه الشخصيات التي لم تكن معروفة بعيداً عن مواسم رمضان الدرامية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا