غزو العراق أسوأ كوارث السياسة الخارجية الأمريكية
كان غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق أحد أسوأ كوارث السياسة الخارجية الأمريكية في القرن العشرين، وهو ما جعل البعض يدعون لإصلاحات تشريعية لمنع واشنطن من خوض حروب جديدة في المستقبل، بناء على تصورات خاطئة.
جاء ذلك في مقال نشرته مجلة «ديفينس ون» الأمريكية، للباحث المتخصص في الشؤون العسكرية ويليام هارتونغ، بعنوان: “هل تعلم الكونغرس الدروس من حرب العراق؟”، مشيراً إلى أنه إلى جانب إلغاء حق استخدام القوة العسكرية، فإن المشرعين يجب أن يجدوا أدوات جديدة لكبح جماع التدخلات العسكرية في المستقبل.
ولفت كاتب المقال إلى أن تكاليف حرب العراق لم تنتهِ، وأن تكلفتها مع تكلفة التدخل في سورية حتى الآن تقدر بـ 3 تريليونات دولار، وفقاً لتقرير جديد بهذا الشأن، مبيناً أن ذلك يشمل تكلفة الحرب المباشرة وتكلفة رعاية الجنود الذين شاركوا فيها وأسرهم.
وحسب المقال، فإن نحو 4 آلاف و600 جندي أمريكي لقوا حتفهم في حرب العراق، بينما يعاني مئات الآلاف من إصابات سواء كانت بدنية أو نفسية بسبب الحرب، موضحاً أن أكثر النتائج المدمرة لتلك الحرب فيما يتعلق بالخسائر البشرية، هو أنها تسببت في مقتل نحو 200 ألف عراقي من المدنيين.
وقال هارتونغ: بينما يتحمل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش وفريق السياسة الخارجية في إدارته المسؤولية عن إشعال حرب العراق، فإن غالبية أعضاء الكونغرس الذي صوتوا على تفويضه باتخاذ قرار الحرب يشاركونه المسؤولية أيضاً، لافتاً إلى أن حرب العراق انتهت وثبت أنها لم تكن نزهة كما اعتقد البعض.
وأضاف: تحدث الكثير من أعضاء الكونغرس ضد تلك الحرب وأصبحت قضية حرب العراق جزءاً من القضايا الانتخابية لأعضاء الكونغرس في 2006 وفي الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه لم يتم فعل الكثير لإجراء إصلاحات تشريعية لمنع الولايات المتحدة الأمريكية من إطلاق حروب بناء على تصور خاطئ في المستقبل.
يذكر أن التدخل الأمريكي في العراق بدأ في أوائل تسعينيات القرن الـ 20 وتلى ذلك فترة حصار طويلة قبل أن تقرر الولايات المتحدة الأمريكية غزوه في آذار عام 2003، وهي الحرب التي تسببت في تدمير العراق وانهيار جيشه وحولته إلى تربة خصبة للتنظيمات الإرهابية المسلحة وخلفت خسائر بشرية هائلة بين المدنيين إضافة إلى تدمير الاقتصاد العراقي.