دموع أب لا تجففها سوى استجابة الجهات المعنية
تشرين- ياسر النعسان:
دموع الأب التي انهمرت في صحيفتنا لا تجففها سوى استجابة الجهات المعنية لحالة ولده محمد وليد مزعل، ابن العاشرة من عمره من الجولان، الذي يعاني التوحد غير الناطق ( يسمع من دون نطق)، وبالتالي فهو حتى الآن لم يدخل المدرسة لعدم وجود مدرسة حكومية ترعى مثل هذه الحالات، وتالياً لا توجد سوى مدرسة خاصة وحيدة بالصبورة، لكن المشكلة أن قسطها الشهري 800 ألف ليرة، وهذا ما يفوق إمكانية أسرته بكثير التي لجأت للجهات المعنية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها، ليجدوا جواباً واحداً: لا توجد مدرسة حكومية تتبع لأي جهة حكومية مختصة بحالات التوحد، وإن بقي حال الطفل على ما هو عليه من دون مدرسة، فهو محكوم بالهلاك النفسي والمستقبلي، نظراً لعدم قدرته على التكيف مع محيطه، ما شكل لديه نوعاً من العدوانية للسبب نفسه, مع الإشارة الى أن والد الطفل يضطر لدفع بحدود 500 ألف ليرة شهرياً للطفل ما بين أدوية وزيارات للعيادات الخاصة التي تعرفتها 40 ألف ليرة شهرياً .
وتجدر الإشارة إلى أن حالة الطفل محمد لها حالات عديدة مشابهة من مرضى التوحد، الذين لا تسمح إمكانات أسرهم بدخول مدرسة مختصة وفقاً لحالاتهم، وبالتالي فهم أيضاً محكوم عليهم بالهلاك، وهذا يتطلب من الجهات المعنية في وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل إحداث مدارس لمصابين بالتوحد تستوعب حالاتهم وتوصلهم لأشخاص فاعلين لا منفعلين، علماً أن أحدهم أخبرني أن إحدى الأسر من ذوي الدخل المحدود وضعت ابنها التوحدي في قفص حديد لتلافي عدوانيته جهلاً منهم بكيفية التعامل معه وهذه اعتقد بل أجزم أنها جريمة بحقه.