الإبداع علمٌ نظري تجريبي
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
الإبداع هو إنتاج شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة، وقد عرف الإبداع أنه القدرة على إيجاد حلول لمشكلة، أو أداة جديدة، أو أثر فني، أو أسلوب جديد، كما أنه مزيد من القدرات والاستعدادات والخصائص الجديدة التي- إذا وجدت بيئة مناسبة- يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية، لتؤدي إلى نتائج مفيدة للفرد أو الشركة أو المجتمع أو العامل، ثم عُرّف الإبداع بأنه عملية وعي بمواطن الضعف وعدم الانسجام والنقص بالمعلومات والتنبؤ بالمشكلات والبحث عن حلول، إضافة إلى اختبارها وصياغتها وتعديلها باستخدام المعطيات الجديدة للوصول إلى نتائج جيدة، لكن التعريف الذي أثار انتباهي هو (امتلاك فكرة جديدة)، وحدد أربعة معايير للفكرة الجديدة، يجب أن تكون شخصية وأصيلة وذات معنى ونافعة، وعلى رغم الاختلافات الموجودة بالنسبة للتعاريف السائدة لمصطلح الإبداع لكنها تتفق بالخصائص الآتية:
أولاً: الإبداع باعتباره قدرة عقلية، إذ يرى عدد من المختصين أن التفكير الابتكاري هو مجموعة من القدرات العقلية التي يمكن التعرف عليها وقياسها بوساطة اختبارات معدة لذلك.
ثانياً: الإبداع باعتباره عملية سيكولوجية، هو النظر بطريقة غير مألوفة للأشياء أو الأمور، وأنت ترى ما لا يراه الآخرون.
وثالثاً: الإبداع في ضوء المناخ البيئي المشجع على الابتكار، حيث حدد بعض الباحثين هذه البيئة التي تتوافر فيها العوامل الميسرة للتفكير الابتكاري، بدءاً من الأسرة والمدرسة وحتى المجتمع، حيث النظم والقوانين المشجعة، والاهتمام وتشجيع جميع أنواع الابتكارات والمواهب.
وأخيراً: إنّ الإبداع علم نظري تجريبي ليس نهائياً، فبعض ما هو صحيح اليوم قد يُلغى غداً، والعكس صحيح.