مائدة الإفطار هذا العام خالية الدسم تماماً.. انخفاض مبيع الحلويات إلى النصف مقارنة بشهر رمضان الفائت.. وسعر الكيلو أكثر من راتب موظف

تشرين – ميليا اسبر
تكاد تخلو “السفرة” الرمضانية هذا العام من مذاق الحلويات، بعد أن ارتفعت أسعارها بشكل كبير يفوق القدرة الشرائيّة للمواطنين. بعض الأنواع مثل المبرومة وكول وشكور تجاوز سعر الكيلو منها الـ١٥٠ ألف ليرة، أي أكثر من راتب موظف لشهر كامل، بينما هناك أنواع أخرى مثل النمّورة والمغشوشة تراوح سعرها بين ٤٠ – ٧٠ ألف ليرة، حسب كميّة ونوعيّة المواد الأولية الداخلة في صناعتها، ولاسيما الفستق الحلبي، حسبما قاله شيوخ كار صناعة الحلويات لـ«تشرين».

سعر كيلو الحلويات المصنعة بالسمن الحيواني يتراوح ما ببن ١٥٠ – ٢٠٠ ألف ليرة

هنا يمكن القول: إنّ مائدة الإفطار لذوي الدخل المحدود أصبحت خالية الدسم تماماً بعد أن غابت عنها اللحوم بأنواعها والفواكه لتلحق بها الحلويات، رغم أنّ الأخيرة من الكماليات وليست أساسية كبقية المواد، إلّا أنّ الكثير من الصائمين لا يستطيعون الاستغناء عنها في شهر الصيام.
شراء كيلو حلويات بات أمراً صعباً
العديد من المواطنين ممن التقتهم «تشرين» عبّروا عن استيائهم من الأوضاع المعيشيّة السيّئة، لدرجة أنه ليس بمقدورهم شراء كيلو واحد من الحلويات، لافتين إلى أنه من المستحيل شراء أنواع فاخرة مثل المبرومة وعش البلبل وكول وشكور…إلخ نتيجة ارتفاع خيالي في أسعارها، وحتّى الأصناف الشعبية البسيطة مثل العوّامة- المشبّك – الهريسة لا يستطيعون شراءها كما يقولون، فقد وصل سعر الكيلو منها بين 20 إلى 30 ألف ليرة ، مؤكدين عدم قدرتهم على شراء أي صنف من الحلويات مهما كان نوعه، لأن أولويات المائدة الرمضانية هي تأمين الطبخة أو الطبق الأساسي للإفطار ، وأنه بإمكانهم الاستعاضة عن الحلويات بشراء تمور بنوعية مقبولة .
ونوهوا بأنه حتى صناعة أي طبق من الحلويات في المنزل ، مثل الهريسة أو حجار القلعة أو الإسبانية، التي تعتبر من الأنواع البسيطة الشعبية، باتت مكلفة جداً بالنسبة لهم.
انخفاض المبيع
في جولة على بعض محال الحلويات في دمشق أكد أصحابها أن نسبة المبيع في شهر رمضان الحالي انخفضت إلى النصف، مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن ، إضافة إلى ارتفاع تكلفة صناعة الحلويات بشكل لافت، ما جعل الكثير من الناس يحجمون عن شرائها إلّا في حدودها الدنيا، موضحين أن الحلويات في شهر رمضان هي نوعان (قشاطي) أي مصنوعة من القشطة مثل النمورة والمغشوشة، وسعر الكيلو منها يتراوح بين 40 – 70 ألف ليرة، وذلك حسب نوعية المكونات التي تدخل في صناعتها، بينما النوع الثاني هو الحلويات العربية وأسعارها مرتفعة جداً.
عن إقبال المواطنين على شراء الحلويات في شهر رمضان يقولون إنها مقبولة إلى حدٍّ ما، حيث إنّ كل مواطن يشتري حسب قدرته الشرائية، البعض منهم يشتري مثلاً النمّورة المصنوعة بالحليب بسعر 20 ألفاً، بينما البعض الآخر يشتريها مصنوعة من القشطة بسعر 40 ألفاً، وقلّة قليلة يشترونها بـ70 ألفاً، بحيث تكون مصنوعة بالفستق الحلبي وغيره من المكونات.
ارتفاع التكاليف
بدوره عضو الجمعيّة الحرفيّة للحلويات في دمشق وريفها، ورئيسها سابقاً محمد الإمام أشار إلى أنّ ارتفاع أسعار الحلويات يعود إلى التكلفة المرتفعة، فعلى سبيل المثال يتراوح سعر كيلو السمنة بين 63-80 ألف ليرة ، لأنه من المواد المستوردة ، حيث إنّ السمن البلدي أو البقري لا يصلح للاستخدام في صناعة الحلويّات لأنه عندما يتعرض للحرارة يفقد طعمه ومذاقه، وكذلك ارتفاع سعر كيلو القشطة من 15 ألف ليرة العام الماضي إلى 25 ألفاً حالياً، ناهيك بارتفاع سعر المحروقات والغاز عما كان عليه سابقاً.
وبيّن الإمام أنه لا يوجد نوع من الحلويات رخيص، وإنّما هي مصنفة حلويات مصنوعة بالسمن النباتي وأخرى بالسمن الحيواني، وتحتوي الأخيرة على خيارات واسعة أمام المستهلك، حيث يتراوح سعر الكيلو منها مثل المبرومة ببن ١٥٠ – ٢٠٠ ألف ليرة، وذلك حسب كمية ونوعية المواد المستخدمة في صناعتها، موضحاً أنه كلما ارتفع سعر المواد الأولية،انخفض بيع الحلويات، وذلك نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن.

بعض منشآت صناعة الحلويات تعمل على التقليل من هامش ربحها المسموح به والبالغ ٢٥% بهدف تحقيق مبيع أكثر ومنافسة في السوق

لم تتوقف أي منشأة حلويات عن العمل

أما ما يتعلق بموضوع توقف عدد من منشآت الحلويات عن العمل بسبب ارتفاع التكاليف يقول الإمام لا يوجد توقف، إلّا أن هناك محالَّ حلويات تعمل بالطبخ إضافة للحلويات ، حيث استمرت بعملها في الطبخ فقط، ولم تشتغل بالحلويات باستثناء بعض الحلويات الرمضانية مثل النمّورة ،المغشوشة ،العصملية ، مؤكداً أنّ الأسعار تبدأ من ٢٠ ألفاً لكيلو النمورة المصنوعة من الحليب، بينما يباع كيلو البرازق بسعر ٣٥ ألفاً وهناك حلويات بـ١٥٠ ألفاً، حسب مكونات كل صنف ،وكلها تخضع لبيانات تكلفة، سواء الحلويات المصنوعة بالسمن النباتي، حيث تخضع لتسعيرة تصدر عن مجلس محافظة دمشق أو مديرية الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بينما الحلويات المصنوعة بالسمن الحيواني تخضع لبيان تكلفة نسبة وتناسب، أي المصرّح عنه من المواد الداخلة بالصناعة، ويتبين ذلك بالتحاليل التي تخضع لها.
وعن الصعوبات التي تعترض حرفيي صناعة الحلويات ذكر الإمام أن أبرزها نقص الوقود والمحروقات،الأمر الذي يضطرهم لشراء أكثر من نصف الكمية المطلوبة من السوق السوداء ، ما ينعكس على زيادة أسعار الحلويات .
وختم الإمام بالقول: إنّ بعض منشآت صناعة الحلويات تعمل على التقليل من هامش ربحها المسموح به والبالغ ٢٥% بهدف تحقيق مبيع أكثر و منافسة في السوق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار