صحفيّة مخضرمة تقتحم رياضة القوة البدنيّة وتنال اللقب أحالتنا التكنولوجيا إلى طبيعة الحياة المسترخية والكسولة
تشرين- أيمن فلحوط:
لم يكن من المتوقع أن تدخل ميدان البطولة من بابه العريض والحصول على بطولة سورية في منافسات القوة البدنية لفئة الماسترز التي أقيمت مؤخراً في معضمية الشام بمحافظة ريف دمشق، وتتمكن بعد شهر واحد فقط من العزيمة والإصرار من المشاركة في هذه البطولة السنوية، مع أنها كانت تخفي خلال الاجتماعات في لجنة القيد والقبول في اتحاد الصحفيين أنها تحضر لمفاجأة ما ولم تفصح عنها آنذاك، وهي عضو في اللجنة، إضافة لعملها الإعلامي.
صحفيّة مخضرمة
علا أبو عجيب الصحفية المتمرسة في ميدان الإعلام في عقدها الخامس اقتحمت باب البطولة الرياضية في القوة البدنية، لتنجز مع أول مشاركة لها في البطولة اللقب بين قريناتها، اللواتي تخطى عددهن 12 لاعبة، ومسجلة أرقاماً مشجعة، وصل مجموعها إلى 90 كيلو غراماً في وزنها 53 كيلو غراماً كما يرى مدربوها.
تجربة ناجحة
تقول علا رداً على تساؤلنا عن الأسباب التي دفعتها لاختيار هذا النوع من الرياضة: لم أخترها بشكل متعمد، لكنني حين كنت ألعب في النادي الرياضي التمارين اليومية المعتادة مدة ساعة ونصف الساعة لاحظت لاعبات صغيرات في السن لديهن قوة التحمل، ما خلق لدي حافز التجربة، وبتشجيع مدربتي علا محمد بدأت التمرين قبل شهر فقط من موعد البطولة، وبالإصرار وتشجيع المدربين تمكنت من خوض التجربة الأولى، التي كانت ناجحة بتتويجي بالمركز الأول بين أقراني في فئة الماسترز للسيدات، ومن دون أي مكملات غذائية أو برامج غذائية معينة خاصة بالبطولة، وتغذيتي فقط ما نتناوله في البيت بشكل طبيعي، مع أن الدافع الأول لي كان تنمية القوة البدنية لي، فمن لم يفعل ما وهبه الله من مفاتيح القوة، ويتمتع بها هو خاسر للكثير، ذهنياً وصحياً ونفسياً.
قصيرة ومكثفة
كانت مرحلة التحضير للبطولة وفقاً للبطلة الصحفية أبو عجيب قصيرة لكنها مكثفة، وبتوفيق من الله والجهد المبذول حققت جدوى نسبية من هذه المشاركة، لكنني الآن بعد البطولة ليس كما قبلها، فالجهد سيكون مضاعفاً لتحسين أرقامي وأتطلع للمشاركة عربياً في هذه المسابقة.
وأشجع النساء على ممارسة الرياضة، حتى التنافسية منها، لأنه عندما يكون اللعب تحت إشراف مدربين محترفين لا خوف من تلك الألعاب، مع أن المرأة في الحالة الطبيعية تميل للرياضات التي تتسم بالجمالية كالسباحة والجمباز، والتي تتناغم مع طبيعة المرأة حسب رأيي، وبالنسبة لاختياري للقوة البدنية كان للمدربين دور مهم في اختياري لهذا النوع من الرياضات.
الحفاظ على لياقتي
كانت الغاية الأساسية من ممارسة الرياضة الحفاظ على لياقتي البدنية، في ضوء طبيعة عملي الصحفية، التي تتطلب نشاطاً بدنياً وجهداً دائماً، وضرورة الحفاظ على النشاط والحيوية باستمرار، وخاصة مع التقدم في العمر، ولكن بعد عام من التمرين بدأت بطرق باب المنافسة في مجال القوة البدنية، لكونها تشكل تحدياً بالنسبة لي، خاصة أن وزني 53 كيلو غراماً، ولم يكن من السهل بمرحلتي العمرية مواجهة هذا التحدي، وأحرص مستقبلاً على تحسين أرقامي المسجلة، متطلعة للمشاركة في البطولات العربية في قادمات الأيام، في حال تم تأهيلي بشكل جيد.
تضيف أبو عجيب: الرياضة بالنسبة للمرأة حاجة تفوق أهميتها بالنسبة للرجل، فأغلبية النساء بعد سن معينة، يملن للراحة والحياة الكسولة، ما يؤثر في مستوى نشاطهن البدني، وتالياً يؤدي ذلك إلى ضعفهن وتراجع صحتهن مع مرور الزمن خاصة في حال تغيبهن عن ممارسة الرياضة.
وهي جزء من فن الحياة بتنا بحاجة ماسة له، بعد أن أحالتنا التكنولوجيا إلى طبيعة الحياة المسترخية والكسولة، وفي هذا الإطار أحرص على الدوام لتشجيع أسرتي على ممارسة الرياضة، مع أنهم لم يتدخلوا سلباً أو إيجابا بشأن ممارسة الرياضة، وتفاجؤوا بدخولي غمار البطولة وإحراز لقبها في فئة الماسترز، فكانت ردود الفعل متباينة بين مشجع وغير مهتم ورافض للفكرة على أساس تقدم العمر.
«حطيت الأمر براسي»
وتؤكد زميلة مهنة المتاعب أنها وضعت نصب أعينها بعدما حققت بطولة سورية في القوة البدنية السعي للمشاركة عربياً، متوقعة أن لها حظوظاً على الساحة العربية في فئتها العمرية ووزنها، في حال عملت على رفع وتحسين أرقامها بالتعاون مع الخبرات التدريبية، لكنها على المستوى العالمي تعتقد أنها بعيدة عن ذلك، لكونها بدأت الاهتمام والمتابعة في رياضة القوة البدنية بشكل متأخر، مستلهمة المشاركة العربية من كون أقاربها من الرجال كانت لهم صولات وجولات على الساحة العربية في أكثر من بطولة.