«هيك اتطلقنا» يقدم جرعةً زائدة من الجرأة رصد لمسببات الطلاق في حكايا دراميّة
تشرين- ميسون شباني:
مسلسلات كثيرة تابعناها بشغف رسمت لقصص حبٍّ غير مكتملة، بعضها انتهى بزواج أحد الحبيبيْن من شخصٍ آخر، ليأتي الطلاق كنتيجةٍ طبيعيةٍ لتلك الخطوة في بعض الأحيان .. لكننا حتى الآن لم نشاهد التفاصيل التي تتضمنها تلك القصص، إذ لطالما كانت هناك حلقة مفقودة، سببها تناول قضية الطلاق كحالة اجتماعية قائمة بذاتها، بما يترتب عليها من إرهاصات نفسية تنعكس على الجميع وخاصة الزوج والزوجة، ثم الأبناء والمحيط الأسري والاجتماعي.
الفضول بهذا الموضوع دفع المخرج يمان ابراهيم إلى تبني نص للكاتب رضوان شبلي بعنوان «هيك اتطلقنا» يحاكي بتفاصيله بعض حالات الطلاق في مجتمعنا مستنداً إلى بناء حكائي درامي في أسلوب طرح القصة، المسلسل يمتد نحو ( 30 ) حلقة متصلة منفصلة تعتمد كل حلقة رواية لها أبطالها، وربما يمكن القول عنها جرعة زائدة من الجرأة .
العمل من بطولة نخبة من الفنانين منهم :جهاد الزغبي ، محمد قنوع، عهد ديب ، غادة بشور، روعة ياسين ، رغداء الهاشم ، سوار الحسن ، جورج قبيلي ، مروة الزير، ولاء علوش ..وآخرون، وهو من إنتاج شركة لاند مارك للإنتاج والتوزيع الفني .
فكرة بسيطة بقالب جريء
المخرج يمان ابراهيم أكد في تصريح خاص لـ«تشرين» أن العمل درامي اجتماعي يسلط الضوء على بعض حالات الطلاق في المجتمع بأسلوب درامي ، وأضاف : «قد يعدّ البعض أننا تجاوزنا الخطوط الحمراء في هذا المجال، لكن أعتقد أن العمل بسيط كفكرة لكونه يعالج حالات قد تكون جريئة في بعض الأحيان لكنها موجودة في المجتمع، وتم تمرير بعضها من خلال مسلسلات طويلة ، ربما تختلف حالات الطلاق بين شرائح المجتمع، وأقصد بين الغني والفقير والطبقة المتوسطة ..الخ ، لكن لها مسبباتها منها الفقر الشديد وأحياناً الثراء الفاحش أو يكون بسبب تدخل الأهل، الحالات متعددة، ولكن الجرأة في طرح هذا الموضوع الموجود في المجتمع وبكثرة مؤخراً شرط أن يكون التناول من دون أي ابتذال.
وبخصوص اعتماده على عدد كبير من الوجوه الشابة يجيب المخرج ابراهيم :«هناك إمكانات ومواهب كبيرة من الشباب الواعد، لذا أعطيت فرصاً لهم لإظهار مهاراتهم عبر هذا العمل أمام عدد من الممثلين المخضرمين والمهمين الذين لهم باع طويل في هذا المجال، وهي فرصة لهم للاطلاع على التجارب المهمة لهؤلاء الكبار».
طروحات دراميّة لموضوع الطلاق
الكاتب رضوان شبلي قال: « فكرة العمل أتت نتيجة تفاقم حالات الطلاق في مجتمعنا لذا قمت بوضع الحكايا ضمن نسيج درامي لكل حالة لم تتم الإضاءة عليها مسبقاً، المسلسل متصل منفصل وعبر كل حلقة حكاية لها خطها الدرامي وبناؤها الحكائي المختلف وعبركل طرح نقدم المعطيات والمسببات التي أدت إلى الطلاق، وبالمناسبة أنا لست متحيزاً للرجل ولا للمرأة، ولكن للأسف هذا السلوك بات الحل النهائي للطرفين المعنيين في حكايتنا، لذا قدمت مجموعة من المعطيات والأسباب التي تقف المرأة وراءها أحياناً ،وكذلك الأمر بالنسبة للرجل، وأنا لم أكتب حلقة لمجرد عرض الموضوع، بل هناك حلّ عبر جسر درامي بما سيحدث وأين ستؤدي ممارسة هذا الفعل أو ذاك.
البحث عن الحلول الحضاريّة
من جهته، أكد الفنان جهاد الزغبي أن العمل هو لوحات متنوعة، وكل حلقة لها بعدها الدرامي الاجتماعي، وعن ماهية الطرح الذي يقدمه ويتبنّاه يجيب الفنان الزغبي: أمثل الجانب الذكوري، وليس السلبي بمعنى أن يتحمل كل طرف مسؤولية خياراته في الحياة من دون التخلي عنها، وتأتي أهمية هذه اللوحات من أنها تطرح مشكلات الطلاق بمعالجة درامية جديدة ومختلفة عبر التفاهم، ولكن إذا وصل الأمر إلى طريق مسدود بين الطرفين فيجب أن يتم الأمر بطريقة حضارية بعد نفاد كل الحلول الممكنة لتجنب هذا المكروه والوصول إلى حلّ إنساني وعدم انعكاس هذا الأمر سلباً على المرأة، ويضيف الزغبي: هذا العمل أتى مع ازدياد حالات الطلاق في المجتمع بسبب الظروف القاسية التي يرزح تحتها الإنسان خاصة الظروف المادية، ولاننسى منعكسات وآثار الحرب في نفس كل واحد منا، وعن دور الدراما في الإضاءة على القضايا المهمة في المجتمع يقول الزغبي: دور الفن يكون بتوجيه هؤلاء الناس إلى ضرورة التعامل بشكل إنساني وحضاري، لأن المشكلات التقليدية قدمها الكثير من الأعمال، لذا يجب تسليط الضوءعليها ومعالجتها بشكل حضاري من خلال موضوع التفاهم بين الزوج والزوجة أو الأسرة عموماً.
رصد للمسبّبات
الفنانة رغداء الهاشم أشارت إلى أن أهمية العمل تأتي من كونه يحاكي مجموعة من القضايا المجتمعية للأزواج، والتي تؤدي بسبب معين إلى الطلاق، وعبر كل حلقة هناك رصد للمسببات التي تؤدي إلى هذه النهاية غير المحببة، وأظن أن أحد أقوى الأسباب للطلاق في مجتمعنا هو الظرف المادي والغلاء المعيشي والاختلاف الاجتماعي والفكري وعدم تكافؤ المستويات والفروق الطبقية.