تركيب أجهزة “جي بي إس” خفف أزمة الازدحام ووفر المحروقات في حلب.. والخطوة القادمة باتجاه الريف
تشرين- رحاب الإبراهيم:
تركت كارثة الزلزال الذي ضرب حلب الشهر الماضي آثارها السلبية أيضاً على قطاع النقل، الذي يشهد أزمة في العاصمة الاقتصادية وإن كان بنسبة أخف من المحافظات الأخرى، وخاصة مع تركيب جهاز التتبع “جي بي إس” على وسائل النقل وخاصة السرافيس الصغيرة، حيث كان يفترض الانتهاء من هذه العملية بصورة كاملة من فترة لكن الزلزال أخّر الإنجاز النهائي، الذي يتوقع تحقيقه خلال الفترة الماضية.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حلب د.ماهر خياطة أكد لـ”تشرين” أن كارثة الزلزال أخّرت إنجاز تركيب أجهزة التعقب الـ”جي بي إس” على كامل وسائل النقل، لكن بعد استيعاب الصدمة أصبح هناك تواتر أسرع في عمليات التركيب مع وجود رغبة في إنجازها بأقصر فترة زمنية ممكنة، مشيراً إلى تقسيم العمل إلى سبع مجموعات حسب محاور المدينة، علماً أنه سيتم الانتهاء خلال أيام من المجموعة الثالثة، ثم يبدأ فوراً بالمجموعة الرابعة، موضحاً أن العمل بدأ في المناطق الأكثر ازدحاماً وإرباكاً وشكاوى من قبل المواطنين.
ولفت د.خياطة إلى أن تركيب قرابة 1400 جهاز تعقب، أي ما يعادل نصف عدد الآليات العاملة على خطوط مدينة حلب، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في ضبط حركة النقل وتخفيف الازدحام، فمن المعروف أن بعض الخطوط كانت تشهد تجاوزات من قبل بعض ضعاف النفوس من السائقين الذين يأخذون حصصهم من مادة المازوت من دون تخديم الخطوط التي يفترض أن يعملوا عليها، لكن بعد تركيب جهاز الـ”جي بي إس” أصبح هناك التزام من السائقين الذين في حال عدم تخديم هذه الخطوط سيحرمون من التزود بمادة المازوت، والعكس صحيح، حيث رفعت الكميات المخصصة للسرافيس الصغيرة إلى 20 لتراً يومياً وباصات النقل الداخلي إلى 25 لتراً يومياً لمن يلتزم في تخديم خطوط النقل العاملين عليها.
ولم ينفِ د.خياطة وجود بعض الصعوبات وخاصة بعد كارثة الزلزال لجهة تهرب بعض السائقين من تركيب الجهاز وما نجم عنه من حصول اختناقات على بعض خطوط النقل بسبب قلة الآليات، والأمر ذاته ينطبق على باصات النقل الداخلي، التي يطلب منها كل فترة تحديث بياناتها، وهذا يؤدي إلى خروجها عن الخدمة فترة من الزمن، وبالتالي يؤثر ذلك في حركة النقل، لكن يتم تدارك هذا الأمر بزج باصات على المحاور لتغطية النقص الحاصل.
وحول ما أشيع حول ضخ شركة نقل خاصة باصات على عدد من المحاور خلال الفترة القادمة، أكد د.خياطة أن الأمر لا يزال في طور الدراسة وخاصة أن ذلك يستلزم إصدار قرار حكومي بهذا الشأن.
بدوره سائد بدوي مدير هندسة المرور في مجلس مدينة حلب أكد تفعيل جهاز الـ” جي بي إس” على عشرة خطوط نقل هي “حمدانية غربي وشرقي ودوار شمالي وجنوبي وإذاعة، إضافة إلى خط السكري وباب النيرب، والنيرب وطريق الباب وكرم ميسر وجزماتي” ، مشيراً إلى أن الخطوة القادمة ستكون في تفعيل خمسة خطوط إضافية.
ولفت بدوي إلى أنه بعد تركيب الـ”جي بي إس” سيطرأ تحسن في خدمة النقل في مدينة حلب مع توفير المحروقات، التي سيتم عكسها على السائقين عبر زيادة حصة من يلتزم بالخطوط المكلفين بتخديمها إلى 40 لتراً يومياً، مشيراً إلى وجود عقوبات مشددة تصل إلى حجز المركبة والحبس للسائقين المخالفين في حال فصل جهاز التعقب أو تركيب جهازين معاً، مشيراً إلى أنه لم تسجل أي حالة تلاعب حتى الآن.
وبيّن البدوي أنه كان يفترض الانتهاء من تركيب جهاز الـ “جي بي إس” على جميع وسائل النقل، لكن الزلزال أخّر إنجاز هذه الخطوة، التي سيتم بعد الانتهاء منها في المدينة الانتقال إلى الريف لتركيب هذه الأجهزة على وسائل النقل العاملة على خطوطه.
ت: صهيب عمراية