تعزيزاً للتكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي دمشق تحتضن غداً الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب
تشرين- أيمن فلحوط:
ينطلق غداً الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب في كل من سورية والعراق ولبنان والأردن، في فندق الداما روز بدمشق، تحت شعار نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي.
ويناقش المشاركون في الاجتماعات على مدى يومين عبر جلسات حوارية ما تم التوصل إليه باجتماعات الرباعية، المنعقدة خلال العام المنصرم في العراق ولبنان والأردن، وتحديد الرؤيا لتعزيز التبادل التجاري بين الدول الأربع، من خلال جلسة مغلقة يحضرها المعنيون.
يلي ذلك اجتماع لفرق العمل الفنية من أعضاء الوفود المشاركة، بحضور ممثلي المنظمات لمناقشة أنظمة الحجر الصحي النباتي والبيطري المتبعة في تلك الدول، وسبل تعزيز التجارة البينية فيما بينها، وتجارة الترانزيت لجعل التجارة في خدمة الأمن الغذائي والتغذية.
كما يناقش المشاركون آليات دعم المشاريع الإقليمية في دول الاتفاق الرباعي لتعزيز التعاون والأمن الغذائي، وتلتقي الفرق الفنية مع ممثل منظمة الفاو لتعزيز أطر التعاون لمواجهة التحديات في المناخ وتدهور الأراضي، لتحسين الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في الدول الأربع.
كما تقوم الوفود بزيارة للمراكز البحثية والعلمية المختصة في القطاع الزراعي.
ويعرض المشاركون في اليوم الثاني استراتيجية القطاع الزراعي والروزنامة الزراعية (الإنتاج الزراعي وأوقات الإنتاج والفائض والعجز) في دولهم، كما تقدم سورية عرضاً للفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع الزراعي أمام المشاركين، ويستعرض المشاركون ما توصلوا له حول أنظمة الحجر الصحي النباتي والبيطري، وأيضاً في إطار مواجهة تحديات المناخ وتدهور الأراضي لتحسين الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في الدول الأربع، ويتم بعدها عرض اتفاقية التعاون في المجال الزراعي بين الدول الأربعة، وتوقيع مذكرة التفاهم.
وفي تصريح لـ«تشرين» ثمن معاون وزير الزراعة الدكتور فايز مقداد أهمية الاجتماع في تعزيز العلاقات العربية العربية من جهة، وتحقيق التكامل بين الدول العربية، وتسهيل حركة التجارة بين الدول العربية، خاصة أن الدول الأربع هي دول متجاورة، ومن المهم تسهيل حركة التجارة بينها خدمة لقضايا الأمن الغذائي من جهة، وتعزيزاً للعلاقات التجارية، وفي المجالات الزراعية من جهة أخرى.
وأشار د.المقداد أن اللقاء سيكون استكمالاً للقاءات الرباعية بين وزراء الزراعة الأربعة التي عقدت في العام الماضي، وبدأت في شباط بالاجتماع الأول في العراق، والثاني في تموز في لبنان، والثالث في شهر أيلول من العام المنصرم في الأردن، والآن تستضيف سورية الاجتماع الرابع، الذي يعقد تحت شعار نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي، ويهدف الاجتماع إلى وضع رؤية تنفيذية لنتائج اللقاءات السابقة، من خلال توقيع مذكرة تفاهم شاملة للتعاون في المجالات الزراعية، وعبرها سيتم الاتفاق على تعزيز وتطوير التعاون في المجال الزراعي، وتبادل المعلومات والخبرات ومخرجات الأبحاث في الدول الأربع، والإطلاع على التجارب الناجحة والنقاط المضيئة في القطاعات الزراعية في تلك الدول، وطريقة إدارتها للتغيرات المناخية والتكيف معها، والتنمية الريفية والإرشاد والبحوث العلمية الزراعية.
أما النقطة الأكثر أهمية والمحورية، التي ستكون في الاجتماع كما بين معاون وزير الزراعة تتمثل في النقاش حول أنظمة الحجر الصحي النباتي والحيواني، والتي لها دور كبير في تسهيل حركة التجارة في المواد الزراعية والغذائية بين الدول، سواء كانت هذه الدول هي الدول المقصد، التي سيتم تصدير البضاعة لها، أو إذا كانت تجارة عبور تمر فيها البضاعة.
هذه الخطوة ستكون فاعلة في دعم إستراتيجيات مشتركة للأمن الغذائي في الدول الأربع، لأنه يمكن من خلال التجارة تحقيق جزء أو المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وإعطاء أولويات للدول الأربع لديها روزنامات زراعية يتوفر فيها معلومات حول أوقات الفائض من الإنتاج الزراعي، وأوقات الحاجة أو العجز من المنتجات الزراعية في كل دولة، وتالياً يمكن مقاطعة هذه الرزنامات لتحسين شكل التبادل التجاري بين الدول، بحيث تكون مكملة لبعضها البعض، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وعلى صعيد توقيع مذكرة التفاهم من خلال هذا الاجتماع الرباعي لن تكون هي النهاية، وإنما هي بداية الطريق لمحادثات لاحقة بين المعنيين في وزارات الزراعة في الدول الأربع، للاتفاق على مجموعة من الإجراءات التي تضمنتها مذكرة التفاهم، وتحتاج لإجراءات تنفيذية على أرض الواقع، لتكون محققة لتعزيز التجارة بين الدول الأربع في تحقيق الأمن الغذائي، وتسهيل أيضاً حركة المنتجات الزراعية، وتنظيم تجارة العبور، ووضع رؤية مشتركة لإجراءات تسجيل وتداول وتجارة الأسمدة والمبيدات والأدوية واللقاحات البيطرية والبذور المحسنة، ما يعزز توفير مدخلات الإنتاج. ويمكن المنتجين في الدول الأربع من تطوير الإنتاج كما ونوعاً، إضافة لما ذكرته سابقاً حول التعاون في مجال التبادل التجاري من خلال دراسة الرزنامات الزراعية في الدول الأربع، وأوقات الفائض والحاجة من المنتجات الزراعية في كل بلد، بحيث تكون الأساس للتبادل التجاري بين هذه الدول بحكم أنها دول متجاورة، ومن السهل أن يتم نقل البضائع، وتصل بشكل سهل وبتكلفة منخفضة وبجودة عالية، ولا تتعرض للتلف لأن المسافات ستكون أقصر عند نقلها، وسيكون ذلك مهماً في التعاون بمجال التسويق، وتبادل المنتجات الزراعية، بناء على الرزنامة الزراعية، والتعاون في مجال أنظمة الحجر الصحي النباتي والحيواني، لتعزيز التجارة بين الدول الأربع، وفي مجال توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، وهذه المحاور للقاء هي على درجة عالية لتنمية وتطوير قطاع الزراعة في الدول الأربع كافة.