أمطار آذار تُنعش آمال القمح البعل في درعا.. 700 ألف دونم عادت إلى دائرة الضوء مجدداً
تشرين – عمار الصبح:
أعادت الأمطار التي شهدتها محافظة درعا خلال الأيام الماضية محصولي القمح البعل والشعير إلى دائرة الضوء مجدداً، في وقت كانت فيه كل التوقعات تشير إلى خروج المساحات المزروعة بهذين المحصولين من طور الإنتاج باكراً هذا الموسم نتيجة الانحباس الطويل للأمطار.
«فرحة مسوغة»
يقول أحد الفلاحين في حديثه لـ(تشرين) واصفاً ما أشاعته أمطار آذار من تفاؤل وذلك بالنظر إلى حجم التكاليف التي تكبدها المزارعون هذا العام من أثمان بذار وأجور حراثة ونقل وغيرها، فتكلفة زراعة الدونم الواحد من القمح تجاوزت الـ125 ألف ليرة هذا الموسم على حدِّ قوله، لافتاً إلى أن المواسم الزراعية تعدّ بيضة القبان بالنسبة لآلاف الأسر في المحافظة إذ تعد الزراعة مصدر رزقهم الوحيد.
وتشير خريطة الهطل المطري إلى ارتفاع معدلات الأمطار بعد المنخفضين الأخيرين حيث اقتربت في بعض المناطق من معدلاتها السنوية، حيث سجلت أعلى نسبة هطل خلال أيام المنخفضين الأخيرين، في منطقة نوى وبلغت 60 ملم، وبلغ معدل الموسم 330 ملم، وفي الشيخ مسكين بلغت 56 ملم ووصل مجموع أمطار الموسم إلى 217 ملم، فيما سجلت منطقة إزرع هطلات بلغت 48 ملم وتجاوزت أمطار الموسم 312 ملم، وفي مدينة درعا 44 ملم ومجموع الأمطار 208 ملم، فيما بلغ معدل الهطلات الأخيرة في منطقة الصنمين 54 ملم ومجموع أمطار الموسم حتى الآن 245 ملم.
وأسهمت الأمطار الأخيرة في جريان عدد من الأودية في المحافظة، ما يسهم في زيادة كميات المياه المخزنة في السدود والسدات المائية خصوصاً تلك الموجود في الريف الغربي من المحافظة، فضلاً عن استثمار مياه هذه الأودية في الري التكميلي للمحاصيل الشتوية وعلى رأسها القمح واستخدام المتبقي منها لري المحاصيل الصيفية.
بدوره أوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس وائل الأحمد أن الأمطار الأخيرة ساهمت بشكل إيجابي في تحسين واقع محصول القمح البعل والمزروع على مساحة تقدر بنحو 70 ألف هكتار، حيث من المتوقع أن يعود القسم الأكبر من هذه المساحات إلى دائرة الإنتاج مجدداً خصوصاً للمساحات التي تمت زراعتها بشكل متأخر وتعادل 80% من المساحات المزروعة بالقمح البعل، فيما تقل فرص النجاة بالنسبة للقمح الذي تمت زراعته باكراً، لافتاً إلى أن الحديث نفسه ينطبق أيضاً على محصول الشعير ولكن بنسب أقل تفاؤلاً بعض الشيء، ولاسيما أن محصول الشعير تتم زراعته في وقت أبكر من القمح.
وأضاف الأحمد أن الأمطار الأخيرة شجعت الفلاحين على مواصلة زراعة محاصيلهم العلفية حيث لا يزال الوقت سانحاً لزراعتها حسب الروزنامة الزراعية، ومن المتوقع أن تزداد المساحات المزروعة بهذه المحاصيل في الفترة القادمة.