لكي لا يموت الزيتونُ
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
هذه الشجرة الجميلة التي منّ الله علينا بها، مازالت شامخة في ربوع الشام، نأكل من خيراتها، تسمو باسقة مثل نخيل العراق، مازلنا ننظر إليها بحب وكبرياء لأنها ملكت النفوس والقلوب، وأصبحت رمزاً للمواطنة السورية، وعنواناً للشجرة الوارفة الظل، التي تعيش بيننا من بيت إلى بيت ومن حارة إلى حارة.
قال تعالى: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين) فهي شجرة مباركة.
ومن هذا المنطلق، علينا أن نجد حلاً لديمومة وجود هذه الشجرة التي تعيش على أرضنا بأن تولي الجهات المسؤولة في وزارة الزراعة جلّ جهودها واهتمامها من أجل مكافحة الآفات الزراعية التي مازالت تفتك بهذه الشجرة مثل مرض (ذبابة الزيتون، وعين الطاووس…. وغيرهما)، وإيجاد الحلول المناسبة بتشكيل فرق صحية في كل المزارع التي توجد فيها هذه الشجرة التي يمكن وصفها بالشجرة الاستراتيجية.
كما نطلب من وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية صاحبة الشأن أن تقوم بدعم ومساعدة الفلاحين والمزارعين في زراعة وإدامة هذه الشجرة سواء مادياً أو معنوياً، وتوفير المياه للري حسب الاستحقاقات الزمنية، إضافة إلى تقليب التربة المحيطة بأشجار الزيتون، وتعويضها بتربة جديدة، والاهتمام بموسم قطاف الزيتون وتنظيفه بمساعدة الجهات المسؤولة، وبذلك نستطيع أن نحافظ على هذه الشجرة الاستراتيجية المباركة ونديم إنتاجها السنوي.
وعلينا أيضاً ألا نهمل الطرق الوقائية والصحية في إطالة عمر هذه الأشجار التي تدرّ إنتاجاً وفيراً في هذا البلد المعطاء، وقديماً قيل (بارك الله بأرض الرافدين التي تدرّ بالنخل والزيتون)فهما شجرتان مباركتان.