الخرزة الزرقاء والنقر على الخشب.. حقيقة أم خزعبلات!
تشرين- نور حمادة:
كثيراً ما نسمع في مجتمعنا عن عادات وتقاليد، بعضها اضمحل وزال وبعضها ما زال باقياً حتى الآن، والكثير من الناس يؤمنون بها ظناً منهم بأنها تؤثر إيجابياً في حياتهم وسير أعمالهم، على الرغم من الانفتاح العلمي ودخول التكنولوجيا إلى حياتهم، إلّا أنهم يلجؤون إليها حتى يومنا هذا لدفع الحسد ودرء العين، كتعليق التمائم والخرزة الزرقاء والنقر على الخشب، لاعتقادهم بأنها تجر الحظ وتجلب الرزق والسعادة وتمنع الشر والغيرة.
إلّا أن هناك نسبة لا بأس بها ترى مثل هذه العادات مجرد خرافات وتقاليد بالية، لا يمكن لها التحكم بحياتنا وتحديد مصيرنا، وإبعاد الأذى عنا، وليست لها قوة كبيرة في حماية البشر، لأن كل شيء مرسوم بيد القدر ولا تستطيع أي وسيلة تغييره، ويقول خالد حسني- موظف: أنا لا أؤمن بأي شيء يقال إنه يجلب الحظ أو يبعد الحسد، وكل شيء مكتوب على الإنسان ومقدّر، لا بدّ أن يراه ومن يعمل ويحسن عمله سيجد ثمار تعبه في النهاية.
خرافات
كما أن رأي محمد طه- طالب أدب عربي لا يختلف كثيراً، إذ يجد أن كل ما يجلب الحظ كالخرزة الزرقاء والعيون ونعل الحصان، كلها خرافات اخترعها القدماء وآمنوا بها ونقلوها إلينا بالتواتر، وتحوّرت وتبدلت ووصلت إلينا على أنها المتحكم بالحظ وسعادة الإنسان، لذلك نحن بحاجة إلى قليل من التوعية والإرشاد والثقافة العالية لتختفي تلك العادات والاعتقادات من مجتمعنا.
ويتابع أسامة المدني- طالب حقوق: ربما كانت هذه العادات ضرباً من الخيال، وربما كانت شيئاً من الواقع، لكنها تبقى في مجتمعنا رمزاً لدرء الأذى عن الناس، وأنا لا أمانعها كما لا أفكر أن أقتنيها بشكل جدي، لدرجة أن تتحكم بي. وعلى الرغم من أنها تؤمن بالحظ كثيراً، وتتابع كل شيء يطرح الخير والبركة إلّا أن لإيمان شحادة- ثالث ثانوي رأياً آخر: أحبّ هذه التقاليد حتى لو عدّها الآخرون خرافة، فهي وسيلة لجعل أي شخص يفكر مليّاً قبل أن يحسد أو ينوي الشر لغيره، ومع ذلك لا أظن أنها ستغيّر أو تحسن شيئاً في حياتي.
العادات وتأثيرها في النفس
الكثير من العادات والتقاليد ما زالت باقية وتعيش معنا في كل الجوانب، وكثير منها أصبح عرفاً متفقاً عليه من قبل الجميع، ومن وجهة نظر الاختصاصي النفسي محمود سليمان فإننا لا نستطيع أن نلغي شيئاً من المجتمع مهما كانت دوافعه وأسبابه، لأن أفراده يؤمنون به وسيظلون يعتقدون أنه ينفهم، وإن كان يضرهم في الوقت نفسه، وإن ما يؤمن به الجميع وينغرس في حياتهم يصبح عماداً في المجتمع، وأنا لا أعمم وأشمل كل الفئات والطبقات المجتمعية، لأن هناك من يراها خرافات وخزعبلات.
لذلك نحن بحاجة إلى التوعية وازدياد المستوى الثقافي والعلمي، والابتعاد عن الأساليب الجاهلة التي يتبعها البعض، كقراءة الكف والفنجان وارتداء التميمة، وكل ما يعتقد أنه يتحكم بالحظ والمستقبل، حتى وإن كانت وسائل للترفيه والتسلية، كما يفكر البعض، لتختفي هذه العادات البالية من المجتمع رويداً رويداً وتزول، ونكون شعباً واعياً يؤمن بالقضاء والقدر.