«توربينات إسرائيل».. الاحتلال يسعى لتهويد حتى الهواء في الجولان.. احتجاجات أهلنا تتواصل: أرضنا وسماؤنا سورية عربية
تشرين:
الأرض أرضنا، والسماء سماؤنا، والحقيقة التاريخية والجغرافية، لن تبدلها الأيام ولا الاحتلال ولا التزوير ولا المخططات الاستعمارية الصهيونية مهما زاد عددها ومداها ومدادها.. الجولان السوري المحتل يبقى سورياً، بقاء هذه الأرض وثباتها، فهي أرض الآباء والأجداد، لن يدنسها أحد مهما صال وجال وجار.. فالأرض ملك لنا، وحرام لغيرنا.. ولن نقتلع من أرضنا، وهذا لسان حال كل سوري وليس فقط أهلنا في الجولان المحتل.
لا للمراوح.. لا للمراوح، هي ليست مجرد كلمات، بل هي منهج ووثيقة عمل يوثق بها أهلنا في الجولان المحتل رفضهم القاطع لإقامة الاحتلال الإسرائيلي توربينات هوائية على آلاف الدونمات من أراضيهم، مؤكدين ثبات إرادتهم في النضال حتى إفشال مخططات الاحتلال وإجباره على إلغاء مخططاته الاستيطانية.
بالكلمة والاحتجاج والموقف يواصل أهلنا في الجولان رفضهم لسياسة نهب الأراضي والممتلكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي عبر مخططاته الاستعمارية الاستيطانية التهويدية، ومنها مخطط التوربينات الهوائية الرامي لتهجيرهم من أرضهم الأمر الذي يشكل انتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يؤكد أن جميع إجراءات الاحتلال في الجولان لاغية وباطلة ولا أثر قانونياً لها.
ووقعت وزارة الحرب في كيان الاحتلال اتفاقاً مع شركة «أنيرجكس» يسمح ببناء نحو 46 توربيناً كبيراً لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح شمال مرتفعات الجولان المحتل منها 23 في محيط «بلدات، مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وصولاً إلى سحيتا» على أن يبدأ العمل مطلع آذار الجاري، وذلك بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ مشروع «عشتار» الذي تضمن نحو 38 توربيناً كبيراً في المنطقة الممتدة من تل الخوين إلى تل العرام وتفادياً لأي صدامات مع أهالينا في الجولان المحتل والشركة المذكورة أوفدت سلطات الاحتلال ممثلاً عنها ليطرح على أهالي الجولان قرار حكومة الاحتلال ببدء العمل وبحوزته مسودة مقترحات من أجل تنفيذ المشروع..
ورداً على ذلك عقد أهلنا في الجولان المحتل اجتماعاً في مقام الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري ضم مشايخ وشباباً من قرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة، وقرروا بالتنسيق مع رؤساء وممثلي اللجان الزراعية في الجولان المحتل رفضهم القاطع للمقترحات التي جاء بها ممثل الاحتلال وأنه ليس لديهم ما يفاوضون عليه من حقوقهم الشرعية في أراضيهم وأملاكهم التي هي أصلاً ملك خاص لهم ولا مجال للحديث عن أي تنازل مقابل الأرض، وأصدروا بياناً دعوا فيه إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم السبت القادم في مقام أبي ذر الغفاري دفاعاً عن الأرض، محملين سلطات الاحتلال مسؤولية عواقب أي طارئ أو ضرر قد يحصل ضد أبنائنا العزل المدافعين عن أرضهم، إلى جانب تحميل المسؤولية لأصحاب العقود المتعاونين والمتهاونين بكرامة المجتمع عن أي ضرر قد يحصل في الأرض والأملاك والأرواح.
ودعا أهلنا في الجولان المحتل أصحاب العقود إلى التواجد في أراضيهم حال عزمت الشركة البدء بالمشروع، معتبرين أن كل صاحب عقد يتخلف عن الحضور يعتبر متواطئاً على أهله وناسه وبذلك يكون قد حكم على نفسه بالرفض والنبذ من مجتمعه، محذرين كل جهات المجتمع من التفويض أو التعاون أو تنفيذ أجندات تخدم سلطات الاحتلال والشركة.
ويعد مخطط التوربينات الهوائية واحداً من أخطر المخططات الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان السوري المحتل حيث يتضمن الاستيلاء على نحو ستة آلاف دونم من أراضيهم الزراعية الغنية ببساتين الكرز والتفاح التي رواها أهلها خلال عقود طويلة بعرقهم وقدموا التضحيات دفاعاً عنها، وعلى ثلاث مراحل: الأولى استولى الاحتلال فيها على مساحات من أراضي القرى المهجرة «عيون الحجل والمنصورة والثلجيات» وأقام 42 توربيناً عليها بارتفاع 120 متراً، فيما تستهدف المرحلة الثانية أراضي قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية وبقعاثا والثالثة منطقة تل الفرس.
ورغم استيلاء الاحتلال على أراضي تلك القرى إلا أن أبناءها ما زالوا يحتفظون بمفاتيح منازلهم وكل الأوراق التي تثبت ملكيتهم لها مؤكدين على حقهم بالعودة إلى مسقط الرأس والأرض التي هجروا منها، ولن تنفع كل محاولات الاحتلال في النيل من عزيمتهم وتمسكهم بأرضهم وهويتهم العربية السورية منذ احتلال الجولان السوري عام 1967.
ومنذ بداية مخطط التوربينات الهوائية 2019 رفض أهلنا في الجولان السوري المحتل مخطط التوربينات التوسعي، وأعلنوا الأول من شباط 2020 يوم إضراب عام وأصدروا بياناً عبروا فيه عن رفضهم لهذا المشروع واستمرت المظاهرات والمسيرات الجماهيرية في قرى الجولان المحتل وكان أشدها 9 أيلول 2020 حيث جرت صدامات ومواجهات عنيفة بين أهلنا في الجولان المحتل و عناصر من جيش الاحتلال وشرطته، حيث قام جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي على المواطنين الذين أصيب منهم نحو 23 مواطناً إصابات بالغة، كما اعتقلت قوات الاحتلال العشرات وأقامت دعاوى جزائية ضدهم وحكم عليهم بدفع عشرات آلاف الدولارات لمعارضتهم المشروع الصهيوني التهويدي.