من قلب الألم يصنعون الابتسامة
تشرين- غيداء حسن:
بين الحاجة للأمان والترويح عن النفس يبقى السوريون في كل الأزمات يتغلبون على المصاعب ولو بـ«فشة خلق» على صفحات «الفيس»، ذلك في مسعى منهم للخروج من حالتهم النفسية ما بعد الأزمات.. يحاولون رسم الابتسامة على الوجوه المتعبة، التي أرهقتها عذابات السنين ويخففون تعب الأرواح بكل السبل.
فبعد كارثة الزلزال المدمرة التي أزهقت عدداً لا يستهان به من الأرواح وأجبرت من نجا بأعجوبة على مغادرة منزله, وكثرة الشائعات بإمكانية حدوث زلازل أخرى، ربما تكون في المناطق نفسها أو في مناطق مغايرة, وجد البعض الحل في نصب خيام وشوادر في الساحات العامة أو بعيداً قليلاً عن منازلهم وجدرانها التي ربما تكون مهددة بالسقوط مع أول هزّة، خوفاً على أرواحهم وأرواح أسرهم وفي محاولة منهم للبحث عن ملاذ آمن.
صورة مأساوية قد يرسمها منظر خيمة أو شادر في ساحة ما، بعد أن أصبح المنزل الذي كان مصدر الأمان لساكنيه يحتضن أفراد الأسرة ويشعرهم بالأمان، إلّا أنّ البعض أخذ من هذا المنظر مصدراً للتندر بمنشوراته والخروج من حالة الهلع والخوف، فترى أحدهم على سبيل المثال نشر صورة خيمة وبداخلها مدفأة علّق عليها “خيمة سوبر ديلوكس، شبابيك مفيّمة، فتحة بالسقف، للمداكشة على بيت أول فني مؤلف من خمس غرف, ومزودة بالكهرباء على مدار 24 ساعة», ومنشور آخر يقول: «مطلوب خيمة للمداكشة على منزل سوبر ديلوكس», فيما علّق آخرون بأن إنشاء الخيام لا يطيل الأعمار وإنما أمرها بيد الله.
من يرى تلك المنشورات فإنه يدرك تماماً كم أن الشعب السوري قادر على تخطّي المصاعب والأهوال وقادر أيضاً على تجاوزها ومحاولة نسيانها بعض الشيء بالترويح عن النفس وعدم الاستسلام مهما كانت تلك المصاعب كبيرة .