على حافةٍ وعرة صموئيل يود يُعاين «تغضنٌ في الجلد»
تشرين-حنان علي:
تغير العالمُ المسالم الذي يقطنه ماثيو كوتر، أحد المحاربين القدماء في الحرب العالمية الثانية أثناء محاولته اكتساب مهنة جديدة كمزارع للطماطم في غيرنزي، تحوُّلٌ لا رجعة فيه في أعقاب ذاك الربيع المضطرب، إذ تكفلت دقيقة واحدة من اهتزاز مفاجئ سريع، من خسف الأرض من تحته، مبتلعة إياه مثل جرذ، لترفعه مرة أخرى و تلقيه مصاباً بكدمات أليمة .. حدّق الرجل مصعوقاً في كومة الأنقاض التي شكلت منزله، في حين تحولت الدفيئات الزراعية مصدر رزقه، إلى ركام من الزجاج المحطم .. سلسلة الزلازل التي حولت البلدات والمدن إلى أنقاض مغرقة الناجين القلائل في البربرية، أعادت كوتر إلى ذكرياته المفجعة إبان الحرب العالمية الثانية، و التي كابد سنين لنسيانها.
(تغضنٌ في الجلد)، رواية لمؤلفها البريطاني صموئيل يود؛ إذ تسببت زلازلها الهائلة بكارثة جيولوجية غيّرت جغرافية العالم بين عشية وضحاها، إذ شكلت الاضطرابات في قاع المحيط جسراً أرضياً يربط جزيرة غيرنسي بالبر الرئيسي لبريطانيا، بعد إزالة البحر من القناة الإنجليزية ، يخلق الكاتب منظراً طبيعياً غريباً وسريالياً يسكنه بعض الأشخاص المميزين والسرياليين.
بعد إنقاذ صبي صغير من تحت الأنقاض يدعى بيلي رغم رغبته الشديدة في البحث عن ابنته في إنجلترا، انضم ماثيو إلى ميلر قائد مجموعة من الناجين الذين بذلوا قصارى جهدهم للتعايش مع الكارثة، لكن العصابات المتجولة دمرت التقدم الذي أحرزه الناجون وقتلت واغتصبت من غير رحمة… يلتقي ماثيو وبيلي بمجموعة جديدة من الناجين الذين عانوا من أهوال لا يمكن تصورها، ثمّ يشق الرجل بصحبة الفتى طريقهما أخيراً إلى حدود ساسكس، حيث كانت ابنته تقيم، ليكتشفا أن الأرض قد انزلقت تحت سطح البحر مع قاطنيها. فماذا يحدث لرجل يبحث في هذا العالم المحطم عن ابنته المفقودة؟.
(تغضنٌ في الجلد) المعروفة أيضاً باسم (الحافة الوعرة) نشرت عام 1965 و هي رواية من نوع الخيال العلمي، كتبها المؤلف البريطاني صموئيل يود تحت اسم مستعار لجون كريستوفر .