تعطل أجهزة حيوية في مشفى درعا الوطني وتهالك أخرى يضعفان الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين
تشرين – وليد الزعبي:
لا شك في أن التجهيزات الطبية على تعدد وظائفها تمثل إحدى الدعامات الأساسية لاستكمال تقديم الخدمات الطبية للمراجعين في مختلف الفعاليات الصحية وخاصةً منها المشافي، وكل نقص أو تعطل لأي منها يؤدي إلى عدم التمكن من تشخيص الحالات المرضية بالشكل المطلوب ويربك تقديم العلاج اللازم لها.
ما يحدث في الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني لا يسرّ أبداً لجهة التجهيزات الطبية، حيث إنّ عدداً مهماً منها معطلاً منذ فترة طويلة، بينما عدد آخر قديم متهالك لا يؤدي الخدمات المتوخاة منه بالمستوى المطلوب.
المستغرب حالة التراخي واللامبالاة إزاء إصلاح الأجهزة النوعية المعطلة وعدم رفد الهيئة بأجهزة حديثة، والذي يتسبب بإجبار المرضى وخاصةً فقراء الحال-وهم أغلبية ضمن ظروفنا الراهنة- على الذهاب إلى مشافي القطاع الخاص لتلقي الخدمة التي باتت بأثمانٍ باهظة جداً لا قدرة لهم على احتمالها.
ذكر عدد من المرضى لـ”تشرين” أنهم يراجعون المشفى لغاية التصوير على جهاز الطبقي المحوري وجهاز البانوراما لتصوير الفكين، لكن الاعتذار منهم عن تنفذ الصور المطلوبة سيد الموقف لكون الجهازين معطلين منذ فترة طويلة، كذلك يأتون لتلقي جلسات تفتيت حصيات الكلى أو غيرها وأيضاً لا يلقون الاستجابة بمسوغ تعطل الجهاز الخاص بذلك أيضاً، وهو ما يضطر المريض للاستدانة حتى يجري الصور والتفتيت في القطاع الخاص لتكاليفها المرتفعة البالغة لجلسة تفتيت الحصية الواحدة أكثر من ٢٥٠ ألف ليرة، والمريض يحتاج إلى ٣ جلسات وسطياً، كذلك فإن أقل صورة على جهاز الطبقي المحوري تحتاج إلى حوالي ١٥٠ ألف ليرة.
ويأمل المرضى الذين يشكل مشفى درعا الوطني الوجهة الرئيسة لعلاج معظمهم على مستوى المحافظة، أن يصار إلى الإسراع بإصلاح الأجهزة المعطلة ضمنه، ورفده بتجهيزات أخرى حديثة تمكّنه من أداء الخدمات العلاجية للمرضى.
من جهته أوضح الدكتور يحيى كيوان مدير الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني لـ”تشرين” بخصوص ما تقدم، أن جهاز الطبقي المحوري الذي تفيد صوره في تشخيص الكثير من الحالات المرضية النوعية معطل منذ حوالي ٩ أشهر، كذلك جهاز تفتيت الحصيات الحيوي معطل منذ سنة تقريباً ومثله جهاز البانوراما لتصوير الفكين، وهناك مراسلات كثيرة تطلب العمل على إصلاح تلك الأجهزة من الشركة المتعاقدة مركزياً مع وزارة الصحة، لكن من دون جدوى أو استجابة حتى الآن، كما يوجد في قسم الإسعاف جهاز للأشعة البسيطة وهو معطل منذ أكثر من سنة وغير قابل للإصلاح، والاعتماد حالياً يتم على جهاز وحيد تنفذ عليه يومياً نحو ٥٠٠ صورة شعاعية، وفي حال تعطل هذا الجهاز فإنّ مشكلة كبيرة ستحدث في تدبير الحالات الكثيرة المراجعة لقسم الإسعاف، والحاجة ملحّة لرفد المشفى بجهاز أو جهازين حديثين لتلبية متطلبات تقديم الخدمات العلاجية للمرضى وخاصة الإسعافية منها.
وتطرق د.كيوان إلى أجهزة التخدير الخاصة بقسم العمليات، فالمتوفر منها ٥ يعمل منها ٣ أجهزة بينما اثنان خارج الخدمة، وقد جرى العمل مؤخراً على إصلاح أحدهما و تكلفته عالية جداً تقدر بحوالي ١٠ ملايين ليرة، والثاني لا يزال على حاله معطلاً، وخاصةً في ظل نقص الاعتمادات المالية المخصصة لصيانة التجهيزات في الهيئة، كما أن معظم أجهزة تخطيط القلب قديمة وتتعرض لأعطال متكررة.
وأشار مدير عام الهيئة إلى ضرورة زيادة اعتمادات الصيانة في الهيئة، وإلزام الشركة المتعاقدة مع وزارة الصحة للقدوم وتنفيذ أعمال إصلاح أجهزة الطبقي المحوري وتفتيت الحصيات والبانوراما للفكين، ورفد الهيئة بالتجهيزات الحديثة سواء تلك الخاصة بتخطيط القلب أو غيرها، لتيسير تقديم الخدمات العلاجية للمرضى والنهوض بمستواها.