سورية-عُمان.. لقاء الإخوة ورسائل سياسية بلغة العاطفة والعقل خبراء يشيدون بالدور العربي ومستقبل اللقاءات الثنائية

تشرين – بارعة جمعة:

تكاد لا تخفى مؤشرات الزخم الدبلوماسي والانفتاح العربي على سورية، لا بل بدت تتسارع بقوة وسط التبدلات الجيوسياسية المترافقة مع حادثة الزلزال الأخير الذي عصف بكل قيود تأخير عودة الإخوة إلى طريق التصالح والتعافي، الذي لم يكن بعيداً عن خريطة العرب، التي لازمت الكثير من النقاط التي استوجبت العودة المحمودة النتائج.
سيناريوهات محتملة توقعها البعض، فيما عدّها البعض الآخر نتيجة حتمية للكثير من الخطوات والمراحل السابقة، التي مهدت لتهيئة المناخ من جديد.

متلازمة الدفاع المشترك

لأنها من الدول العربية التي بقيت إلى جانب سورية، كان من الطبيعي التوجه لها وإليها، رؤية طغت على المشهد التحليلي للصحافة العربية والتي جاءت بمنزلة البرهان برأي الصحفي المختص بالشأن السياسي إبراهيم شير للهدف من زيارة السيد الرئيس بشار الأسد ولقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق، حيث عدّ شير سلطنة عمان وجهة متوقعة، كيف وقد شكلت بلد الوساطات الدولية، والتي عبرها سيتم الحل في الشرق الأوسط، فالبداية منها أما النهاية فليست محددة، إلّا أنه ما لا يمكن الحياد عنه هو الاستمرارية في نهج إنعاش العلاقات العربية التي ستتبعها الإمارات لا محالة.
هي بداية الحل وكسر الحصار العربي المرتبط بالغربي أساساً، وفق رؤية شير، وبالتالي كسر الحصار والقيود المفروضة على سورية، لتبقى المصالحة هي النهج المتبع الذي كانت قد أكدته السعودية سابقاً، ما يعني أن الطريق لنهاية الأزمة بات قريباً والذي ستحكمه قابلية السوق السورية، والحوار مع تركيا أيضاً.
نعم هي زيارة بمعانٍ كثيرة، ومؤشرات ودلالات أكثر، كما أكدت نجاح الجهود العربية لكسر الحصار، والتي أعلنت بدورها الوقت لبدء التحرك الدبلوماسي والسياسي تجاه سورية، حسب توصيف الصحفي والكاتب في الشأن السياسي وائل الأمين، ورب ضارة نافعة، هي تبعات الزلزال الذي فرض شروطه وفتح الأبواب للعودة، فيما فتح أبواباً أخرى لدول لم تتخلَّ عن سورية في أزمتها مثل سلطنة عُمان، التي تابعت بتمثيلها الدبلوماسي من دون خوف أو احتراز من العقوبات، لا بل ربما هي اليوم من يقود وساطات وحوارات مع دول عدة، الذي لم يخفِ استعداده، حسب تأكيدات الأمين، للحوار مجدداً، الذي أكدته السعودية على لسان وزير خارجيتها في ميونيخ بقوله: «لا أريد أن أعقب على زيارتي إلى دمشق، لكن يجب أن نتفق بأن الأزمة السورية يجب أن تحل وحلها يبدأ بالحوار مع الحكومة السورية».

مبادرات دولية
كما أن المتتبع للأحداث بشكل متسلسل ودقيق، سيقرأ التحركات المتعددة تجاه دمشق، ومن اتجاهات متعددة والتي ترجمتها السياسات الأخيرة بين أنقرة ودمشق على خلفية المبادرة الروسية، التي تهدف، وفق رؤية الخبير العسكري والسياسي وفيق نصور، إلى تقريب وجهات النظر وحلّ عقدة الملفات العالقة نتيجة الدور التركي الأردوغاني في الأزمة السورية، الذي خلّف بدوره مشهداً معقداً في الشمال والشرق السوري.
وفي العودة للتحركات الأخيرة، التي كانت تهدف إلى عودة أنقرة إلى دمشق، إلى جانب خطوة حركة حماس الفلسطينية التي وصفها نصور بالمهمة جداً ضمن هذا السياق، عدا قرار السعودية بإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، وكذلك موقف بعض الدول العربية في شمال إفريقيا كالجزائر ورغبة مصر أيضاً، والعلاقات الجيدة بين دمشق ودولة الإمارات العربية المتحدة التي شكلت جسر عبور لبعض العواصم العربية تجاه دمشق، وهو ما أوضح أهمية الدور الإماراتي الذي كان حيوياً ومهماَ في تقريب وجهات النظر وكسر الجليد، تضاف لذلك تحركات عربية، برأي نصور، تتم خلف الكواليس، وسط هذه التحركات الجدية التي كشفت اللثام عن رغبة عربية بالعودة إلى دمشق، ليأتي الزلزال بمنزلة المسوّغ لتحريك العاطفة العربية تجاه سورية ورفع الحصار الاقتصادي عنها لمدة محدودة.

المشهد السياسي
وفي تعقيب من نصور على زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سورية عقب حدوث الزلزال، والتي شكلت رسائل مقروءة للجميع برأيه، لتأتي زيارة الرئيس الأسد إلى سلطنة عُمان كرسالة مفعمة بالمشاعر والعرفان وتأكيداً لأواصر المحبة التي تربط دمشق بالسلطنة، وتوسيعاً لمروحة الحضور السوري في منطقة الخليج.
هذه الرسائل وغيرها مهدت لانكفاءات عدة للأحادية القطبية، برأي نصور، واليوم الرؤى السياسية مختلفة وفتح القنوات والطرق لدمشق هو النتاج، وبعيداً عن مشهد الكارثة هناك ما يدعو للتفاؤل ويبشر بالخير الوفير للبلاد، برأي الخبير العسكري والسياسي وفيق نصور، فالخليج العربي هو السلة الاقتصادية الأغنى والذي يشكل تحدياً للجميع، فمن هناك ترسل الرسائل وهنا تؤخذ العِبر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت