على وقع الكارثة.. الفرقُ الشبابيّة المتطوّعة كانت على الموعد والمبادرات حاضرةٌ «قولاً وفعلاً»
تشرين – عمار الصبح:
أكثر من أسبوع مر على الكارثة، ولا يزال الحديث عن الزلزال هو الحاضر الأبرز الذي لا يعلو فوقه أي حديث آخر، فإذا كانت شدة الزلزال تقاس بمدى ما يسجله من آثار مدمرة، فإن ردة فعل السوريين تجاه الكارثة تقاس اليوم بمقياس الإنسانية والتكاتف لتضميد الجراح وإغاثة من تضرر.
ففي محافظة درعا، وكما في كل الجغرافيا السورية، لم تتأخر الاستجابة الطارئة لإغاثة منكوبي الزلزال في المحافظات المتضررة، فمنذ اليوم الأول كان الجميع على موعد مع العمل الذي شكل التطوع عماده الأساس، وحجز الشباب مكانهم الأبرز في المقدمة، من خلال تشكيل الفرق الشبابية التطوعية في المدن والقرى والبلدات، هذه الفرق التي تولت مهمة استقبال وجمع المساعدات العينية وإرسالها إلى المتضررين، وكل ذلك بالتنسيق مع المنظمات والجمعيات العاملة على الأرض ومع اللجان المشكلة.
الشاب عمر خطاب أحد المتطوعين في فريق شبابي في بلدة «القنية» في الريف الشمالي للمحافظة، قال إن الاستجابة لتداعيات الزلزال كانت سريعة، فما إن جرى الإعلان عن البدء بجمع التبرعات العينية حتى بادرت مجموعة من شباب البلدة الى تشكيل فريق شبابي متطوع لاستلام المساعدات وجمعها في مركز «سنابل» التابع للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية ومقره في البلدة، ومن ثم فرز وتوضيب هذه المساعدات، والمساهمة في تحميلها عبر الشاحنات لإرسالها إلى مستحقيها في المحافظات المنكوبة، لافتاً إلى أن هذا العمل التطوعي هو أقل ما يمكن فعله للأسر المتضررة.
وبيّن شاب آخر أحمد الصبح أن المساعدات العينية اشتملت على المواد الغذائية والألبسة والحرامات أو مستلزمات الإيواء والأدوية، واصفاً مشهد التوافد إلى المركز للتبرع من قبل الأهالي بالمثالي الذي عكس صور التكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد.
ولا يختلف المشهد باختلاف المكان، ففي مبادرة أخرى كان لمبادرة «فزعة سندكم» نصيب من قصب السبق في العمل الإغاثي، فقد سيرت المبادرة شاحنة محملة بالمواد الإغاثية المتنوعة من محافظة درعا إلى محافظة حلب يرافقها عدد من المتطوعين، وحسب قول أحد منسقي الحملة، فإن عدداً من الشباب في المحافظة نظموا الحملة لجمع التبرعات من الأهالي كل حسب استطاعته، لافتاً إلى أن التبرعات تتالت من كل أنحاء المحافظة للمساهمة في دعم المتضررين من الكارثة.
من جهتها، استنفرت الهيئات والمنظمات الأهلية في درعا جهود متطوعيها الذين عملوا كخلية النحل لجمع التبرعات العينية، وفي هذا السياق سيرت مبادرة «كورال تناغم الموسيقي» سيارة محملة بالمساعدات العينية بالتنسيق مع الجهات المعنية في محافظة درعا، وتضمنت السيارة مواد عينية من بطانيات وفرشات وحرامات ومواد غذائية وسجاد ومستلزمات أطفال من دون أن ينسى منظمو الحملة تشميل المساعدات لعباً للأطفال كنوع من الدعم النفسي لهم ما يسهم في التخفيف من الآثار النفسية عليهم.
وكانت محافظة درعا أطلقت منذ الأيام الأولى للكارثة حملتها «سورية أسرة واحدة» لجمع التبرعات النقدية والعينية، وتشكيل لجان مركزية وفرعية في الوحدات الإدارية للإشراف على عملية جمع التبرعات وإيداع النقدية منها في حساب خاص ضمن فرع المصرف المركزي، في حين جرى تسيير قوافل من الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية العينية إلى مستحقيها في المحافظات المنكوبة.
وأشار عضو المكتب التنفيذي لقطاع العمل الشعبي وإدارة الكوارث، المحامي سامر مهنا إلى أن محافظة درعا استنفرت طول الأيام الماضية لمساندة المتضررين من الزلزال ومد يد العون لهم بكل ما يلزم لتجاوز آثار هذه المحنة وذلك عبر جمع التبرعات المالية والعينية، مبيناً أنه جرى تشكيل لجان لمتابعة هذه التبرعات سواء النقدية التي يجري إيداعها في فرع المصرف المركزي واستلام إشعارات بقيمتها، أو المساعدات العينية التي يتم تجميعها وإرسالها في قوافل إلى المحافظات المتضررة.
وشدّد مهنا على موضوع التنسيق الذي جرى في العمل بين كل اللجان المشكلة في الوحدات الإدارية، وذلك منعاً لحدوث العشوائية، وبما يضمن وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في المحافظات المتضررة.