«العربيزية».. تهدد بلاغة اللغة العربية.. الموجه الأول يحذّر من هجينٌ يشوّه «لغة الضاد»
تشرين – دينا عبد:
أصبحنا نقرأ اللغة العربية من اليسار إلى اليمين بأدوات ورموز غير عربية؛ ترى ماذا سيكون وقع هذا الاختراع على سيبويه؟ أو أبو الأسود الدؤلي مثلاً! وماذا عن كتّابنا ومؤلفي الروايات والشعراء، وأصحاب النثر والمعلقات ؟ لماذا لم يعلنوا الحرب على هذا الاختراع الذي يشوه جمال قواعد لغتنا العربية؟
ظهرت لغة الشباب(العربيزية) مع التقدم والتطور التكنولوجي، لتكون وسيلة المحادثة بينهم، وأصبحت ظاهرة تهدد عقولهم بنسيان لغتهم الأم وقواعدها الأصيلة؛ وبالتالي سيصعب عليهم فهمها ما سيجعلهم يبتعدون عن القراءة التي هي المصدر الأول لثقافة الإنسان واتساع مداركه و قراءة التاريخ والحاضر ليصنع هو المستقبل.
مؤيدون ورافضون
لكن…لهذه اللغة مؤيدون ورافضون، فمن يشجع على استخدامها يدّعي لأجل السرعة واختصار الوقت؛ أما من اتخذها موقفاً سلبياً وذلك لأنها ستؤثر في لغته الأم
(فالعربيزية) كما تقول زينب (طالبة ثانوي): لا تتمتع بقواعد نحوية.. هي مجرد مفردات، وأرقام لا يستطيع فك رموزها إلّا من يفهمها؛ لذلك وبصراحة فإني لا أستخدمها أبداً، ولا أكتبها، بالرغم من أن بعض أصدقائي يكتبون بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والواتس أب، ويخاطبونني فيها، إلّا أنني لا أفهمها لذلك لا أجيب عما يريدون إلّا باللغة العربية، فالجيل الجديد يطلق عليها مسميات كثيرة مثلاً ( لغة الشات) لكثرة استخدامها، في مواقع التواصل الاجتماعي إلّا أنها لغة غير رسمية.
من أهم اللغات
د . مصطفى أنيس الحسون الموجه الأول لمادة اللغة العربية في وزارة التربية بيّن في حديثه لـ” تشرين” أن من حقّ أيّ أمّةٍ من الأمم أن تحتفي بلغتها الأمّ، وأن تعطيها مساحة وافرةً من القداسة والتعظيم لما لها من أهميّة كبيرة في توحيد النسيج القوميّ لتلك الأمم وتوثيق عراها.
واللغة العربيّة من أهمّ اللغات في العالم، ولها حظوة كبيرة عند الكثير من الدول غير العربيّة، وقد تعمّق فيها الكثير من الدارسين والمستشرقين ووقفوا على مواطن الجمال فيها.
420 مليوناً
يتكلم بالعربيّة ما يزيد على 420 مليون شخص حول العالم ويسعى لتعلّمها ما يزيد على مليار شخص من العرب وغير العرب من المسلمين، وهي تنتمي إلى مجموعة اللغات الساميّة، وعرف العرب بفصاحتهم وبلاغتهم منذ العصور القديمة، وإلى يومنا هذا لها من الأبناء المخلصين عدد غير قليل ممن يدأبون على البحث والتمحيص، وبذل السبل لحمايتها، وعدم تأثير رياح الحداثة فيها إلّا ما يتعلّق بالمثاقفة والتعريب والتلاقح الفكريّ بين الأمم.
عوامل ضعف اللغة
كثيرة هي العوامل التي تتسبب في ضعف العربيّة على ألسن بعض أبنائها علماً أنّها في حقيقة الأمر ثابتة ولا تضعف، إنّما الضعف يعتري أبناءها ويظهر تراجعها في منطوقهم و كتاباتهم، ومن أبرز ما يؤثّر في أبنائها اليوم التعامل المغلوط مع وسائل التواصل الاجتماعي .
وقد انتشرت وسائل للتواصل بين بعض الناشئة من خلال استعمال مفردات هجينة، لا تنتمي أصلاً إلى لغة محدّدة، وإنّما هي هجينٌ مشوّه من العربيّة وغيرها من اللغات الأجنبيّة، ورغم عدم استمرار هذه الوسائل لعدم توافر الأرضيّة الصلبة لها، ولعدم منطقيّتها والقدرة على إرساء دعائمها أو تحديد أطر وقواعد لتعليمها ونشرها، إلّا أنّها بشكلٍ أو بآخر تشكّل انحداراً وتراجعاً في أداء أبناء الضاد، تلك التسميّة التي تفردّت بها العربيّة لتفرّدها بحرف الضاد.
يضعف قدراتهم اللغوية
وهذا سيؤدي إلى انحراف الأبناء عن جادّة الصواب ويضعف قدراتهم اللغويّة، ما ينعكس سلباً على أدائهم في ميادين التعليم ومعتركاتها، إذ اللغة وسيلة حياةٍ وتواصل وتعلّم وتعليم، وهذا سينسحب على مدى استفادتهم من الواقع التعليميّ، ويكون حجر عثرة في طريق وصولهم إلى التعلّم الصحيح، وبالتالي سيؤدّي إلى ضعف الأداء و التحصيل والإنتاجيّة.
ناهيك بأهميّة العربيّة كعامل رئيس من عوامل تكوين الهويّة القوميّة، ومنعكس لاحترام الذات، وتعزيز شخصيّة الفرد وتعميق انتمائه لتاريخة وجذوره لينطلق بالشكل الأمثل نحو المستقبل.