شام أكبر من احتفال!!

كل من سمعها من العرب صلى على النبي، وكل من تابعها من السوريين دعا الله أن يحميها، ونائب رئيس دولة الإمارات العربية وحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد عدّها نموذجاً معبراً من سورية الحضارة والثقافة والإبداع، هي الطفلة شام البكور التي باتت نجمة في العالم العربي بفوزها في مسابقة (تحدي القراءة) وكتبت عنها كبرى الصحف العربية.. فماذا يعني فوز شام في تحدي القراءة؟ وكيف علينا التعامل مع هذه الطفلة النموذج؟ وهل يكفي أن نحتفل وأن نفتخر بها فقط؟

‏شام في السادسة من عمرها قرأت 100 كتاب، وتقدمت إلى مسابقة تحدي القراءة بذخيرة 50 كتاباً، إنها شام الحضارة فعلاً، الشام القارئة بكل معنى القراءة، وهذا النموذج لطفلة سورية مع القراءة يتحدى كل ما يقال عن تراجع القراءة كقدر.. فوسط كل أحوال سورية الاقتصادية الضاغطة الخانقة نتيجة الحرب الإر*ها*بية التكفيرية، والحصار الاقتصادي الجائر، رغم كل هذه الأحوال المانعة فإن الطفلة شام تقرأ وتحفظ وتخوض تحدي القراءة وتفوز على مشاركين بالملايين ومن 22 دولة عربية، بالفعل هي روح سورية حضارية مفعمة بالتحدي والقدرة والمعرفة.. في هذه النقطة هل يكفي أن نحتفل بفوز شام؟ هل نكتفي بالتفاخر بسوريتها المتفوقة وحسب؟ هل يناسب نموذجها أن يتصور معها المسؤولون فقط؟ وأن توزع فيديوهاتها والتعليقات على فوزها؟ أم علينا وعلى المهتمين وعلى المثقفين وعلى الآباء والعائلات أن تبحث في تجربتها للإجابة عن السؤال: كيف أحبت شام القراءة وشغفت بها كما قالت؟ وما دور العائلة وكيف كان هذا الدور؟ ما دور المدرسة والمعلمة؟ والإعلام؟ للإجابة عن هذه الأسئلة ربما يوفر للإعلام والتعليم والتربية والآباء والأمهات مؤشرات للأسلوب أو الأساليب التي تدفع الأطفال ليس لحب القراءة فقط بل الشغف بها كما حدث مع شام، علينا أن نحتفل ونتفاخر بشام، ولكن واجبنا ومسؤولياتنا أن نتعلم من تجربتها، وأن نعمم نموذجها، الاحتفال لا يكفي، الاستفادة والتعلم من التجربة هي ما يجب أن يكون، فربما نبتكر أسلوباً لحب القراءة نسميه (أسلوب شام) أو (طريقة شام)..

‏لماذا شام نموذج؟ لأنها (تقرأ بشغف لتراكم المعرفة سعياً للارتقاء) كما قالت باختصار عميق ودال، أي إن جوهر شغفها بالقراءة هو المعرفة سعياً للارتقاء، ومن تابع لقاءاتها لا بدَّ أنه لمس فصاحة لغتها العربية، وسلامة نطقها، وهكذا فإن قراءة شام شغف حضاري يتحدى السطحية والتفاهة السائدتين والمروجتين، ويسعى للمعرفة من أجل الارتقاء، معتمدة أولاً على تملك اللغة كهوية عربية فكرية فصيحة بكل المعاني.. ليس مصادفة أن اسمها شام بل هي عبقرية الحياة المعبرة عن هوية هذه البلاد وعمقها رغم كل شيء، لذلك نقول إنها نموذج يحتذى بالدراسة والتعلم منها، إنها الطفلة التي على الجميع التعلم منها من أجل مستقبل أجيالنا، بل بالفعل شام الحدث والروح الحضارية أكبر من الاحتفال فقط!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب