الألفاظ النابية تؤثر سلباً على سلوك الطفل وإبداعه العلمي

تشرين- دينا عبد
العقاب اللفظي أو التجريح من أكثر وأبرز الأخطاء التي يرتكبها الأهل بحق أولادهم، ظنّاً منهم أن هذا الأسلوب سيقوّم سلوك الطفل، بينما الحقيقة خلاف ذلك، فالألفاظ الجارحة أو النابية ستؤثر سلباً عليه وتدفعه إلى العناد والتشبّث بسلوكه، كما ستحثه إلى اللجوء إلى الكذب ليصنع لنفسه الصورة التي يريدها.
لذلك فإننا نشاهد اليوم الكثير من الآباء والأمهات والمعلمات يمارسون عنفاً لفظياً على الأطفال والتلاميذ في المدرسة، من دون وعي أو إدراك بعواقبه، أو تداعياته السلبية على الأمد القصير أو البعيد، ويصعب تحديد العنف اللفظي الذي يمكن أن يوجه للغير أو للطفل، بشكل خاص، على وجه الدقة، وذلك لعدم وجود علامات ظاهرة وواضحة للعيان، مثل: علامات، أو كدمات، أو أي من الأشكال الأخرى التي يحدثها العنف البدني مثلاً.
الدكتورة إيمان نصور (مدربة في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة) بيّنت العنف اللفظي هو الكلمات والألفاظ المسيئة التي تحمل عبارات السخرية والاستهزاء والإهانة، من الوالدين أو من المحيط الاجتماعي والأفراد المحيطين بالطفل، وكذلك الازدراء والتخويف والسب، ونقده باستمرار والتقليل من شأنه والاستخفاف به، فأي نوع من الكلام يسبب ألماً للطفل، ويندرج تحت وصف العنف اللفظي.
آثار العنف اللفظي على الطفل
وهناك آثار شرحتها د.نصور فقالت: العنف اللفظي له تأثير مباشر على قدرات الدماغ وطريقة عمله، حيث بيّنت الدراسات أن دماغ الأطفال الذين عانوا من عنف لفظي يحتوي على نسبة أقل من المادة الرمادية، والتي لها علاقة وطيدة بمستوى الذكاء والقدرة على التحليل والتفكير المعقد، وقد يحدث تخلفاً في تطور الاتصال بين الفصين الأيمن والأيسر من الدماغ عند الأطفال الذين عانوا من الإساءة والإهانة والشتم، ما يجعلهم يعانون من التوتر والاكتئاب والغضب والعداء في مرحلة مبكرة من أعمارهم. وتمتد آثار السلبية للعنف اللفظي على الطفل لتشمل تدني مستوى تقدير الذات ، وعدم الثقة بالنفس، وتعطيل القدرات الإبداعية لديه ، والتأثير على نموه بشكل عام جسمانياً وعقلياً واجتماعياً وأكاديمياً، وتزداد نسبة إصابته بالاكتئاب والانطوائية والانعزالية، إضافة إلى القلق والأرق والخوف، وفي بعض الحالات قد يبدأ الطفل بإظهار علامات الاضطراب العاطفي، مثل التبول اللاإرادي أو الفشل الدراسي وقلة التحصيل العلمي.
البدائل المقترحة للإساءة اللفظية
هناك بدائل متعددة للإساءة اللفظية منها بحسب د.نصور: أن تبدي المعلمة النظرة الصارمة التي تلمح لعدم قبول السلوك الذي بدر من الطالبة.
وهناك النصيحة والوعظ الحسن بأسلوب لبق ولطيف يجعل الأطفال يتقبلون الملاحظة ولا يكررونها، مع إضافة الحرمان من نشاط يحبه الطفل، كالأنشطة الفنية أو الرياضية أو الموسيقا أو الرسم وغير ذلك.
كما أن مدح وثناء الأطفال الآخرين، سيكون حافزاً لينال ما يناله الآخرون مثل: يا بطل, يا ملك، يا فراشة إلخ.. والتجاهل لمدة محدودة مع إيضاح السبب.
ويجب مكافأة الطفل عند إنجازه مهمة ما، أو حدوث تغيير في سلوكه.
وتعويده على ممارسة أنشطة متنوعة، كالأنشطة الرياضية والفنية كالمسرح وكرة القدم وغيرهما هذه كلها تسمح للطفل بتفريغ طاقاته ومواهبه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا