منشآت تراثية تعود إلى الحياة مجدداً.. ومطالبات بإدراج أخرى تحت مظلة المرسوم 13
تسير عمليات الترميم في ساحة الحطب الواقعة في مركز مدينة حلب والتابعة إدارياً لمدينة حلب القديمة ببطء، وإن نشّط معرض “كان يا ماكان” حركتها الراكدة أو أقله أعاد تسليط الضوء عليها، لكن وسط أكوام الأنقاض، التي تلفها من كل الجهات نفض بعض أصحاب المنشآت السياحية المصنفة “تراثية” غبار الحرب تمهيداً لإعادتها إلى الخدمة بأسرع وقت، علماً أن حالة الدمار حولها سيؤخر ذلك، ما يفترض تقديم تسهيلات للأهالي وأصحاب المحال الأخرى للتشجيع على الترميم وإعادة البناء وخاصة عند معرفة أن هناك جدلاً يدور حول عدم التشميل بمرسوم 13 الخاصة بالمدن القديمة بناء على تفسيرات “المالية”.
لا تغير يذكر
“تشرين” رصدت حركة الترميم في ساحة الحطب والمنشآت السياحية والتراثية القريبة، حيث لوحظ أن أعمال الترميم ضمن الساحة بقيت على حالها من دون تغيير يذكر منذ فترة طويلة، وإن أبدى المقاول يحيى كنو الذي يقوم بترميم عدد من المشاريع تفاؤله بتغير منظر الركام، الذي يلف الساحة خلال فترة قريبة عبر البدء بإزالة الركام وإطلاق ترميم عدد من مشاريع الترميم ، معولاً على تشميل الأسواق التي تحاوط بساحة الحطب بالمرسوم 13 لعدة اعتبارات أولها أن المرسوم أشار إلى تشميل كل أسواق المدينة القديمة، إضافة إلى قربها من مركز المدينة، الأمر الذي يتطلب تضافر كل الجهود لإعادتها إلى وضعها السابق وإزالة آثار الدمار المعطلة لسير الحركة التجارية في المنطقة.
“زمريا” إلى الحياة
وبالمقابل يشهد ترميم المنشآت السياحية المصنفة “تراثية ك”زمريا” العائد بتاريخه إلى 300 عام وامتداده المعروف “بيت شرقي” ومطعم أبو عبدو الشهير بحلب حركة نشطة بعد إنجاز النسبة الأكبر من عمليات الترميم، إضافة إلى ترخيص منشأة سياحية جديدة في ذات المحور بعد شراء عدد من العقارات المهدمة وتحويلها إلى منشأة سياحية كبيرة ذات طابع تراثي، وأيضاً أنجزت نسبة كبيرة من بنائها وإعادة تأهيلها، وهنا يؤكد بشار مارتيني المسؤول عن أعمال ترميم فندق “زمريا “وامتداده وملحقاته، ترميم القسم الأكبر من الفندق، الذي كان أول فندق في مدينة حلب ومنه انطلقت فكرة الفنادق في المدينة، وكان مقصداً للسياح، واحتضن الفعاليات والأنشطة السياحية والثقافية والاقتصادية لكونه يعدّ من أهم المنشآت السياحية والتراثية في المدينة، لكن خلال الحرب تعرض إلى تدمير كبير، لذا عمل على ترمميه منذ ثلاث سنوات، وإنجازه بشكل كامل سيكون خلال عام ونصف، مشيراً إلى الالتزام بإعادته إلى شكله العمراني التراثي والاهتمام بأدق التفاصيل التي كان عليها سابقاً من خلال الاستعانة بصور وفيديوهات ومخططات هندسية توثق وضعه المعماري التراثي والتقيد بهذه المواصفات، وذلك بفضل العمال والحرفيين السوريين المهرة، فكل الأعمال المنجزة كانت بأيديهم الخبيرة ذات المهارات الحرفية العالية، إضافة إلى الاشراف على عمليات الترميم من قبل مديرية الآثار والمدينة القديمة بحلب بغية المحافظة على شكله العمراني التراثي.
لا تشميل ..؟!
وشدد مارتيني على الإشكالية التي ستواجه فندق “زمريا” وامتداده عند إنجاز عمليات الترميم بالكامل، إذ سيصعب وضعه في الخدمة وسط الدمار والخراب بسبب عدم ترميم المحال والبيوت الملاصقة، متمنياً تشميل هذه المنطقة بالمرسوم 13 الذي يعد مكرمة كبيرة من السيد الرئيس بشار الأسد، وخاصة أنها تقع ضمن مدينة حلب القديمة، مشيراً إلى تشكيل لجنة لدراسة هذا الموضوع والبت بمسألة تشميل هذه المنطقة بالمرسوم من عدمه، لافتاً إلى ضرورة تقديم تسهيلات معنية لأصحاب المحال والسكان من أجل تشجيعهم على الترميم وتسريع عملياته بغية إعادة تأهيل ساحة الحطب والأسواق المجاورة والمنشآت السياحية ووضعها بالخدمة بأقرب وقت.
ولجنة أيضاً
لمعرفة أسباب عدم تشميل الأسواق المجاورة لساحة الحطب والمنشآت السياحية في المرسوم رقم 13 توجهنا إلى مدير المدينة القديمة أحمد الشهابي، الذي أكد تشكيل لجنة من الجهات المعنية في محافظة حلب برئاسة مدير مالية حلب من أجل تحديد العقارات التي سيشملها مرسوم 13، لافتاً إلى أنه خلال فترة قصيرة سوف تصدر قرارها.
وأشار إلى سعي محافظة حلب لتشميل كل المدينة القديمة بالمرسوم واستفادة أصحاب الفعاليات من مزاياه من أجل الإسراع في عمليات الترميم والتأهيل ووضع كل الأسواق بالخدمة.
ت- صهيب عمراية