اندفاع نحو تعزيز المهارات العملية وصقل الاختصاصات.. شباب سوريون يهتدون ب”منارات” إلى سوق العمل المباشر
تشرين – لمى بدران
لعل أغلب شبابنا اليوم يريدون تفعيل و تدعيم الجانب العملي من حياتهم، واكتساب مهارات جديدة.
بالأمس اجتمع أكثر من ٢٠٠ شاب وشابة على مسرح مدينة الشباب، كانوا خريجين، كلهم طاقة وسرور بتجربتهم العملية مع شركة “منارات” التي تقيم دورات عملية تأهيلية لتخصصات العصر مثل الإسعاف، الطب، الصيدلة، الأسنان، اللغات، الاقتصاد، الإعلام، الحاسوب، وغيرها من المجالات التطبيقية التي يحتاجها شباب اليوم.
ويبدو أن الفكرة عميقة وليست مستجدة في عقول كادر الشركة الشبابي، حيث إن اللافت أنك لن ترى مديراً أو محاضراً أو إدارياً في الشركة يتجاوز الثلاثينيات من العمر لكونهم يعملون على نشر الفكر الشبابي بأقصى درجاته من خلال إعطاء كل شخص مساحته التخصّصية كي يتم نقلها من الشباب إلى الشباب.
وذلك ليظهر التفاعل الكبير الذي هو واضح جدّاً ، كما أكّد لنا مدير قسم التدريب وماجستير الاقتصاد عماد الدين المصري قائلا: ان متدرّبينا لديهم طموح عال مع عقبات كبيرة وفعلياً لاحظت مزيج اليأس والأمل لديهم، ونحن بدورنا نحاول أن نبقيهم آملين وطموحين لكن مع أدواتهم وليسوا متحفّزين فقط وأيديهم خاوية.
ويضيف المصري: شبابنا يصبحون قادرين ومؤهلين للدخول مباشرة إلى سوق العمل بعد الدورات المتّبعة عندنا.
أما بالنسبة لملاحظة المدرّبين حول أكثر احتياجات الشباب فكان هذا الرأي للدكتورة في الطب البشري ومدربة الإسعاف دعاء بقدونس قائلة: أغلب الشباب يأتون إلينا لأنهم يحتاجون العلم ولو أنها ليست كذلك لما أتوا لدروسنا، وأخص طلاب الفروع الطبية أكثر من غيرهم “طب بشري_صيدلة_أسنان” لكونهم لا يتعلّمون المهارات السريرية مثل “فتح وريد_قسطرة_ سحب دم_ حقن وغير ذلك” داخل الجامعات بل من خلال هذه الدروس.. ونحن نكون معهم تماماً في أول مرّة من كل تدريب ونقدم لهم مساعدة ثم نتركهم وحدهم يتمرسون ويتمكنون مما أعطيناهم، ولذلك أدعو جميع متدربينا أن يتشجعوا على ممارسة العمل بكل ثقة وقوة ولا يهملوا ما تعلّموه أبداً، وتكمل: تشجّعوا لأن هناك حالات خطيرة قد تحدث أمامنا ويجب أن ننقذها لأننا تعلّمنا ذلك.
تجارب وشعارات
واذا انتقلنا إلى الأهمية النوعية للشباب المُستَقطَب في هذه الشركة نلاحظ حضور نوعية حيوية ورائدة من المتدربين مثل الدكتورة في جامعة دمشق غنى الجمال التي تدرّبت في مجال تحليل البيانات والإحصاء، وتتحدث عن تجربتها قائلة: تجربة سعيدة فقد قفز مستوايَ فيها من الصفر إلى المئة ، و”منارات” تعطي فرصة جيدة للشباب لعمل شيء جديد، كما أنني مستمرة في هذه الدورات وكوني طبيبة أفكر أن تكون الدورة القادمة تتعلق بما يخص الإسعافات الأولية.
وعن إصرار وطموح شاب السنة الخامسة في كلية الصيدلة محمد علي الوادي الذي يتحدث قائلا: دخلت الدورات هنا لاحتياجي للأمور العملية في المجال الطبي رغم التكلفة الكبيرة بالنسبة لي إلا أنه من أجل التعلم لإنقاذ حياة الأشخاص يرخص كل شيء، والاستفادة كانت قصوى وبدرجة كبيرة تعادل كفاءة أطباء..
وعندما نريد أن نصل إلى عماد هذه الظاهرة الشبابية الناجحة إذا استطعنا تسميتها بذلك نتوجّه إلى الإدارة المنظّمة والمُحكمة المتمثلة بالدكتور عبد القادر قدور مدير شركة منارات المستجدة التي تأسست فعلياً عام ٢٠٢١ تحت شعار “خطوة بخطوة نحو واقع أفضل” ، حيث قال قدّور: نحن نضم كوادر شابة تحب أن تغير الواقع ضمن البلد نحو الأفضل بشكل فعلي، وتعمل على عدّة نطاقات وهي الطب، والصحة، والهندسة، والهندسة الطبية، والمال والأعمال والاقتصاد، والثقافة واللغات.
قيم ومصاعب ورسالة
ولفتَ مدير الشركة إلى الفرق الكبير بين الجامعة وسوق العمل بالنسبة للطالب وإلى أن الصعوبات والإخفاقات والعثرات موجودة دائماً ومستمرّة ولن تنتهي، فمن دونها لا يكون المسار صحيحا لأن الصعود والهبوط هما المسار الطبيعي للنجاح .
وعما يميّز” منارات ” عن غيرها من شركات البلد تابع قدور: القيم الموجودة عند العاملين بالشركة هي الصبر وإرادة التغيير الفعلية، وبالنسبة للمراهنة على دخول المتدربين إلى سوق العمل المباشر بعد اتباعهم دورات الشركة أضاف قدور: للتوضيح هناك مستويات مختلفة للدورات، فهناك مثلاً دورة إسعاف مبتدىء تكون للراغبين بالتعلم بشكل عام فقط، و هناك أيضاً دورة إسعاف متقدم للأطباء والصيادلة والعاملين في الحقل الطبي.
وكذلك هناك دورة عامة في إدارة الأعمال ودورة متخصصة في الإدارة الداخلية للمشاريع، وهنا تكمن درجة الرهان في الدخول الى سوق العمل، أي إن هذا الرهان يعتمد على رغبة المتدرب
ويكمل قدور: أنا ألاحظ أن الأغلبية العظمى من المتدربين هم للقطاع الطبي، ونحن قمنا بتدريب نحو ١٥ ألف شخص منذ بدأنا، وكانت رسالة قدور الأخيرة للجميع مملوءة بالأمل قائلاً: “لا لليأس لأن من يشتغل على نفسه يصل إلى نتيجة ولو بعد حين..”.
خريجون من ذهب، هم شباب اليوم، المفعمون بالأمل واللا أمل في الوقت ذاته، وما يحركنا باستمرار مهما كانت صفتنا ومكانتنا سواء مدربين أو متدربين، مديرين أو موظفين، عاملين أو غير عاملين، آملين أو يائسين، هو أنّه علينا المضي قدماً أيّاً يكن.