هل من الخطأ أن تبدأ الفتاة بوضع المكياج في مرحلة المراهقة؟ ما رأي الأمهات؟
تشرين- دينا عبد
إذا كنت أمّاً لفتاة بعمر المراهقة فهل ستسمحين لها بوضع مستحضرات التجميل؟ وهل تعتقدين أنه الوقت المناسب الذي يجب أن تبدأ به الفتاة المراهقة التزين؟
تظن بعض الفتيات المراهقات أن مستحضرات التجميل هي ما يجعلهن جميلات فيلفتون أنظار الجميع ، خاصة أنهن في هذه المرحلة يضعن الكثير من المساحيق على بشرتهن ما يجعل الفضول والغيرة والتقليد في هذه المرحلة سيد الموقف.
تقول شهيرة والدة فتاة مراهقة: إن الرغبة بوضع المكياج تختلف من فتاة مراهقة لأخرى وذلك تبعاً لاختلاف شخصيتها وتربيتها والمحيطين بها، بالتأكيد الفتاة تتأثر بوالدتها وصديقاتها وبالفتيات المقربات من العائلة وخاصة في هذه الناحية.
فيما تجد مروة الطالبة الجامعية أنه ليس من الخطأ أن تبدأ الفتاة بوضع المكياج في سن المراهقة ولكن ضمن حدود معقولة وبشكل بسيط وغير ظاهر ولكن فقط على المناسبات أو الحفلات العائلية فاليوم نجد الكثيرات منهن يجذبهن المكياج منذ طفولتهن، وهن غارقات في حقائب أمهاتهن ؛ما يثير الضحك والمرح ضمن العائلة، ولكنه بنفس الوقت دليل على رغبة الفتاة بتقليد أمها عندما تكبر.
وتضيف : اليوم أين الأمهات مما نراه في المدارس فكثيرات هن الفتيات اللواتي يضعن مستحضرات تجميل من دون رقابة عليهن عند ذهابهن للمدرسة .
أما هلا طالبة في المرحلة الإعدادية تقول: إن العديد من زميلاتها يضعن مستحضرات التجميل وهذا غير مرغوب في المدرسة فبمجرد دخولهن يمسحن المساحيق عن وجوههن ؛ وعند خروجهن يضعنها مرة أخرى؛ وترى هلا إن هذا الأمر معيب وبالنسبة لها فهي لن تضع المكياج إلا عند دخولها للجامعة فهو الوقت المناسب لذلك.
وبرأي الاستشارية الأسرية هبه العرنوس أن مرحلة المراهقة مفصلية، تمر خلالها الفتاة بصراعات داخلية ومشاعر متناقضة، فتحب أن ترى نفسها فتاة كبيرة وجميلة ولافتة للنظر وباعتقادها أن المكياج هو ما يظهر جمالها وهذا أمر خاطئ فجمال كل فتاة مختلف عن الأخرى وقد تضع فتاة مكياجاً يمكن أن يكون ملائماً عليها والعكس صحيح.
وتالياً فإن الانفتاح على الإنترنت وقنوات اليوتيوب وصفحات الفيس بوك جعل الكثيرات من المراهقات يعجبن بفكرة التجميل واستخدام المستحضرات كما تفعل أمهاتهن ظناً منهن أن الجمال هو الشكل الخارجي فقط على العكس تماماً فمن واجب الأمهات تشجيع بناتهن في عمر المراهقة على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البشرة من خلال استخدام الكريمات المرطبة والواقيات الشمسية مع تذكيرهن بأن العمر المناسب لوضع مستحضرات التجميل لم يحن بعد ؛ فمرحلة المراهقة تعني أن الفتاة مازالت صغيرة وعند وضعها لهذه المواد ستبدو أكبر سناً من قريناتها وسيفسد مظهرها أمام زميلاتها وبعد فترة ستصاب بالإحباط لأنها ستدرك أنه ليس الوقت المناسب لأمور كهذه.
وشرحت العرنوس أن الفتاة عليها أن تفهم أن الجمال جزء من شخصيتها وليس كلها وهو جمال الروح الداخلية.
فالفتيات اللواتي يضعن مستحضرات التجميل بشكل مبالغ فيه ما هو إلا دليل على الإصابة باضطرابات ونقص في شخصيتها، كعدم الرضا عن ملامحهن، وعدم ثقتهن بأنفسهن، أو بسبب شعورهن بالكآبة والضيق أو رغبة في جذب الجنس الآخر.