تكريم الشاعر الغنائي الراحل “عصام جنيد” في ليلة ختام مهرجان الثقافة الموسيقية
تشرين-نضال بشارة
كرّمت نقابة الفنانين في ليلة ختام مهرجان الثقافة الموسيقية العشرين الشاعر الغنائي الراحل عصام جنيد الذي رحل في تموز الماضي عن عمر ناهز سبعين عاماً. فعرضت فيلماً قصيراً سلط الضوء على ملامح أساسية من تجربة الشاعر الراحل جنيد ابن مدينة مصياف الذي عاش في حمص جلّ حياته كأحد أبنائها، وعقد صداقات مع الكثير من المبدعين فيها في أكثر من جنس إبداعي.
تمت الإشارة في الفيلم إلى أن النجاح والتميز للشاعر الراحل كان نتاج روح تعتقت بشذرات أب شاعر وعمٍّ ينظم الزجل والعتابا. وأن مشواره الإبداعي بدأ كديوانه “مشوار زجل” حيث تجلت شدة إحساسه بالكلمة ووقعها الموسيقي، وروعة عفويتها، وتمكنه من صوغ الجملة الشعرية الشفافة، القريبة من القلب بأبسط الكلمات، المحببة لمزاج الناس، مدادها ذخيرة أدبية متجددة وذوق إنساني رفيع لمبدع تفرّد. فحفر الشاعر جنيد بحروفه المؤثّرة خطاً مُبْدِعاً في كتابة القصيدة الغنائية خط الجمال والفكر النقي والتواضع في زمن الضجيج وعينه ترنو لجمل شعرية من السجية الإنسانية. وأشار إلى نجوم الغناء والطرب الذين صنعت كلماته مجدهم كالفنان إلياس كرم الذي غنى من كلماته أكثر من ثلاثين أغنية، وكان قد أعطى قبل ذلك الفنان الراحل فؤاد غازي أكثر من عشرين أغنية، وكذلك الشحرورة صباح في مسرحيتها كنز الأسطورة ، ومن النجوم أيضاً مروان محفوظ، دريد عواضة، عازار حبيب، محمد جمال، داليدا رحمة، وائل كفوري وآخرون.
ومسيرته الإبداعية تنوعت أيضاً، فألّف أغاني للأطفال بالفصحى، كما كتب لهم شارات مسلسلات خاصة بهم.
دوحة الميماس
بعد نهاية الفيلم قدمت نقابة الفنانين درعها التكريمي لعائلة الشاعر الراحل عصام جنيد، ثم قدمت لقائد فرقة نادي دوحة الميماس الفنان جهاد الشرفلي شهادة تقدير، ليحيي مع زملائه في الفرقة أمسية الختام التي تنوعت واستهلتها الفرقة بوصلة موشحات راست (أحنّ شوقاً، يا شادي الألحان، صحت وجداً) غناء المجموعة، ثم غنى وجيه الحافظ أغنية كارم محمود “عرف الشوق يوصللي” كلمات: عبد اللطيف البسيوني، ولحن كارم محمود. وليغني بعده الفنان موفق الشمالي موالاً ثم يكسره بأغنية فيروز” غالي الدهب غالي” كلمات وألحان الأخوين الرحباني.
ومن كلمات ميشال طعمة، ولحن محمد عبد الوهاب، غنى غسان محفوض أغنية وديع الصافي “عندك بحرية”.
لتغني بعده سحر الغربي من كلمات مرسي جميل عزيز، ولحن محمد الموجي، أغنية فايزة أحمد ” أنا قلبي إليك ميّال”.
وغنى بعدها أحمد الجمل من كلمات: فتحي قورة، ولحن محمود الشريف، أغنية محمد عبد المطلب ” ما بيسألش عليّ أبداً”.
والختام مع الفنان موفق الشمالي بأغنية من كلمات” يوسف الدوخي، ولحن نجيب رزق الله، أغنية عوض الدوخي ” صوت السهارى، فكانت أمسية كلاسيكية من جهة الاختيارات الفنية التي تبهج الروح والنفس.
نوا أثر
وكانت فرقة ” نوا أثر” قد أحيّت سهرة الليلة ما قبل الأخيرة من المهرجان، وهي ليست كبقية الفرق الموسيقية فلم تكتف بدليل المهرجان أو دليل الحفلة الخاص بها، بل استغنت عنه، في مشاركتها الثانية هذه، إذ شاركت لأول مرة في فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الثقافة الموسيقية، وقد عمدت الفرقة إلى وضع التعريف بكل عمل بوساطة جهاز إسقاط على شاشة خلف الفرقة وليظهر جلياً لنا تعريف بالعمل المعزوف أو المغنّى مع صورة صاحب العمل الأساسي، وكان برنامجها منوعاً وبقيادة الفنان فايز الشامي عازف أورغ، ، وافتتح البرنامج بمعزوفة أغنية ” كان يا ما كان ” التي غنتها ميادة الحناوي من كلمات وألحان بليغ حمدي، أداها “صولو” على الكمان “أيهم سعيد” بمرافقة الفرقة.
بعد ذلك قدمت لنا الفرقة أصواتاً نسائية مميزة فغنت “ميرنا كودلا” من أعمال وردة الجزائرية أغنية ” قلبي سعيد”، كلمات: عبد الوهاب محمد، لحن: سيد مكاوي، كما غنت ” آية كسيبي” من أعمال كارم محمود الذي نادراً ما يتجرأ صوت نسائي على تأدية أغنية له فغنت ” أمانة عليك ياليل طول” كلمات: فتحي قورة، لحن: كارم محمود. ومن كلمات وألحان روميو لحود، أدت “نور الأبيض” أغنية سلوى قطريب، أغنية “خدني معك على درب بعيد”. وأدت ” آية النيصافي” أغنية ميادة الحناوي “سيبولي قلبي وارحلوا” كلمات: عبد الرحمن الأبنودي، ولحن: عمار الشريعي. واختتمت الأمسية ” نوشيك كلنجيان” بأغنية وردة الجزائرية “ماعندكش فكرة”، كلمات: عبد الوهاب محمد، لحن: حلمي بكر. وكان ” أندريه سكر” الصوت الذكوري الوحيد الذي تخلل هذه الأمسية بأغنيتين للفنان وديع الصافي، الأولى ” تبقوا اذكرونا”، كلمات: طعان أسعد، ولحن: فيلمون وهبي، و”ياقمر الدار” كلمات وألحان إلياس الرحباني.
كانت أمسية طربية ممتعة بكل المقاييس ما ينم عن تطور الفرقة عن مشاركتها السابقة، وتجدر الإشارة إلى أن الفرقة بإشراف المهندس: تحسين الهاشمي، وقد كانت بعضوية : جان متري،كرم خدام، بشار عساف، يزن شطارة، فاتشيه كلنجيان، غازي الهاشمي، فادي الفحل، رائد العواني،إليان نعمة. فزرعت الأمسية البهجة في نفوسنا من شدة أناقتها وإتقانها.