الكاتبة منال يوسف في رصدها لتغير الضوء وبقاء السفرجل
تشرين- رفاه حبيب
غَزَلَت حروفها من وجع المعاناة، ومن شرانق الألم صنعت خيوط الأمل، بروحها الجميلة وعشقها للحياة، وعزيمتها التي لم تقف عند حدود.
الكاتبة منال يوسف ابنة صافيتا (قرية الصليّب) مواليد 1981 حاصلة على الشهادة الابتدائية (السادس) فقط بسبب وضعها الصحي الذي منعها من متابعة تحصيلها العلمي، لكنه لم يمنعها من تحقيق طموحها الأدبي.. فقد عشقت الحرف وحَلّقَت في سماء الكلمة منذ صغرها..
حكاية معاناة
لم يثنها المرض وعدم قدرتها على الكتابة والمشي عن متابعة طريق النجاح، فقد كانت أمها هي اليد التي تكتب لها وعنها، كانت السند ومازالت، والأب المتفاني هو الداعم الدائم لها، الأم تسطر وجع ابنتها وآمالها وأحلامها على الورق، والأب يحمل الأوراق متجهاً إلى المدينة قاطعاً مسافات ومسافات ليطبع تلك الحروف وتتحول إلى حقيقة ملموسة في كتاب.
الكاتبة فيما بعد
صدر للكاتبة منال يوسف اثنا عشر كتاباً أدبياً كان آخرها كتاب (إليك يا وطني) الذي صدر عن دار سويد للطباعة والنشر في دمشق.. وهي الكاتبة التي لا تحمل شهادات علمية، حيث بدأت منال الكتابة في الجرائد والمجلات السورية والعربية ولها عدة أعمال لم تُبصِر النور بعد. كما لديها سيناريو فيلم ( البتول) وآخر بعنوان ( أحباء الجرح) و (من موسكو إلى دمشق)، وسيناريو درامي عن الحرب على سورية بعنوان (عيون الورد) أما الأعمال المطبوعة فهي في الشعر: أبجديات الوجع، والورود في عامها المليون، وعلى طريق النور ، أنا القصيدة، لي حكاية أخرى، دمع الأحزان، وفي الرواية: الرجل الغريب ، والهائمة الصادرة حديثاً، وكتاب ومضات ثقافية..
ومن كتاباتها نقرأ:
أغائب أنت؟!
ومن بعدك تغيرت الحال والأحوال
تغير الصوت وبقي السفرجل
ينادي ضوء الأقمار
أغائب أنت؟!
من بعدك احترق شهد الكلام
اختفى الكوكب اللامع
وبات الفرح أمنية
نحلم أن تضيء
تباريح الفعل المضارع
أغائب أنت؟!!
نشير أيضاً أنه تمّ تكريمها في أكثر من دولة منها : بلدها سورية، الإمارات العربية، مصر ، عمان، البحرين، الكويت، وبنغلادش..
ضمّ ديوانها الذي صدر مؤخراً عن دار سويد للطباعة والنشر في دمشق (دمع الأزمان) ثمانية وعشرين قصيدة، عبّرَت من خلالها عن كل ما يجول في خاطرها من ألم وشوق وأمل، وحملت بعض القصائد العناوين التالية: ماذا يبقى، يا أيها الشعر، تلاقينا، أيزف الشوق، نور المنال.، والعديد من العناوين المختلفة المفعمة بالجمال والرقي..أما في روايتها الحديثة (الهائمة) فهي توَثّق الحرب على سورية بكل أبعادها وآثارها النفسية وهواجس الروح، وقد تمّت ترجمتها إلى الروسية.. تصفُ منال يوسف نفسها بالقول:
هائمة أنا فوق ذرا وطني ونوره الوضّاء
فوق سورية الحبيبة وروضها الفتان
أُسَطِّرُ وجع الحرب وقافيات الجراح رغم موتي
مازلت فوق قاسيون هائمة
والروح هي الشآم
هائمة بجرحي وعجزي علّها تأتي الأيام
كوجه أمي وتحمل معها سرّ الشفاء والدواء.