للاحتفال بما أنجزه كبار السن.. اليوم العالمي ضرورة أخلاقية
تشرين- دينا عبد:
حكاية سنوات طويلة من العمل والعطاء، وتعب عقود من الزمن في تربية الأبناء والأحفاد تظهر في تجاعيد وجوههم، إنهم كبار السن الذين مازلنا نتعلم من خبرتهم الطويلة حتى الآن، بعد أن قضوا زمناً طويلاً في العمل والتربية وبناء الأسرة والمجتمع.
نحتفل في الأيام الأولى من شهر تشرين الأول باليوم العالمي لكبار السن لرفع نسبة الوعي بالمشكلات التي تواجههم كالهرم وإساءة المعاملة، ويعدّه البعض يوماً للاحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع.
خبير التنمية البشرية وتطوير الذات محمد خير لبابيدي بيّن أن التقدم في السن مكتوب على كل حي، فيجب أن يكون الاحترام لكبار السن من أخلاق وسجايا كل فرد بالمجتمع، وخاصة أننا جميعاً ندين ونؤمن بعبارة (كما تدين تدان)، وكما تعامِل سوف تعامَل، والجزاء من جنس العمل، لذا علينا جميعاً كأبناء مجتمع واحد أن نرسخ ثقافة احترام وتقدير المسن، والاستماع لكلامه، والاستفادة من حكمته، كونه إنساناً قدم ذخيرة حياته من الشباب، في العمل لمن بعده من أبناء مجتمعه، بدءاً من أولاده وانتهاءً بالدائرة الأوسع من المجتمع.
لذا علينا ونحن نحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للمسنين أن نستثمر هذه المناسبة، ونوسع دائرة الاحتفال بهذا اليوم أولاً، عن طريق الإعلام ومن ثم تنظيم زيارات دورية، عن طريق المنظمات الأهلية، والجمعيات ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى دور المسنين للاطمئنان عليهم وتلبية حاجاتهم وإعطائهم بعض الامتيازات والهدايا.
هكذا يشعر المسنون بالأمان والتقدير والاحترام وهذا سيكون مبعثاً لإيقاد شعور السعادة في قلوبهم، فالمجتمع الذي يكرم كبار السن فيه يقدم له شبابه كل ما لديه، وعلينا أن نشعرهم بأنهم ذوو خبرة وأننا بحاجة لخبراتهم في الحياة، حيث يسهم ذلك في تحسين مزاجهم ونفسيتهم بشكل عام، والتي تظهر آثارها على الصحة الجسدية بالمجمل.
فعندما نتحدث عن كبار السن، هذا يعني أن الأم والأب اللذين لهما فضل كبير في تربيتنا، وتقدمهما في السن هو امتداد لتاريخ طويل، قد أمضيا حياة مملوءة بالمخاطر والتضحيات، من أجل تربية الأولاد وإعالتهم والحفاظ على وجودهم، كما أننا نتحدث عن مستقبل كل واحد منا بعد سنوات.
فبرّ الوالدين في الإسلام من أعظم الأمور التي ينال الإنسان بها الثواب والأجر العظيم في الدنيا والآخرة، وقد قرن الله في كتابه العزيز بين عبادته وعدم الإشراك به وبين الإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً بالوالدين إحساناً”.
من هنا يتبين الدور الكبير الذي يجب على الأبناء القيام به تجاه كبار السن، من خلال تقديم الرعاية والاهتمام وإشعارهم بأهميتهم، عن طريق إشراكهم في أمور الحياة كلها واستشارتهم والاستفادة من خبراتهم الوافرة، وتلمس حاجاتهم الضرورية وإدخال السعادة إلى قلوبهم.