حلول” آنية” لا تغني عن تدخل المؤسسات الحكومية .. المجتمع المحلي يتصدى لمشكلة نقص مياه الشرب في اللاذقية
تشرين-صفاء إسماعيل:
يواصل المجتمع المحلي اجتراح الحلول لمواجهة مشكلة نقص مياه الشرب في اللاذقية، وخاصة بعد نجاح المبادرة الأهلية في تأمين التغذية الكهربائية لمحطة الحقل في ناحية الدالية، حيث تم الانتهاء من تنفيذ الشبكة الكهربائية المغذية لمحطة الرويمية، وبدأت ضخ مياه الشرب الآمنة إلى 16 قرية وبلدة في ريف اللاذقية.
وقال مدير الأمانة السورية في محافظة اللاذقية راني صقر لـ”تشرين”: يأتي تنفيذُ مدّ الكابل الكهربائي لمحطة ضخ مياه الرويمية بريف اللاذقية وإعفاؤها من التقنين، ضمن المرحلة الثانية من مبادرة تحسين واقع مياه الشرب في ريف اللاذقية التي أطلقتها الأمانة السورية للتنمية مع ممثلين ووجهاء عن المجتمع المحلي بالتعاون مع الجهات الحكومية وبتمويل من مؤسسة “وسام الخير”، مبيناً أن المرحلة الأولى من المشروع، تضمنت تأمين التغذية الكهربائية لمحطة الحقل في ناحية الدالية.
وحسب صقر، قامت الأمانة السورية بتنظيم العمل وتوزيع الأدوار بين الجهات المشاركة في المبادرة، وخاصة المجتمع المحلي المستفيد والذي تمثّل دوره في اليد العاملة التي قامت بأعمال مد الشبكة الكهربائية، مشيراً إلى أن مسار الحفر امتد على طول 1500 متر، حيث تمكن المجتمع المحلي من إيجاد حلّ مع الخبراء لإنشاء عدة أبراج معدنية للكابل في المناطق التي يتخللها نهر الرويمية، حيث تم البدء بتركيبها وتثبيتها بالإسمنت في المواقع المحددة لمد الكابل عليها بالقرب من محطة ضخ مياه الشرب.
كما أشار إلى أن مؤسسة مياه الشرب هي الجهة التي استلمت المشروع وتعمل على تشغيله، والشركة العامة للكهرباء مسؤولة عن تزويده بالكهرباء، مبيناً أن مدة تنفيذ المشروع استغرقت 20 يوماً، وبلغت تكلفته 300 مليون ليرة، تم تمويله من مؤسسة “وسام الخير”.
ولفت صقر إلى أن الجهود الجماعية التي بذلت من قبل كل الجهات المعنية لتحسين مواعيد وصول مياه الشرب إلى 30 ألف نسمة في 16 بلدة بريف اللاذقية، وهي: الرويمية، المصلى، الرامة، بويب العسل، القاقعية، ضهر السرياني، المشيرفة، ضهر بيت عاقل، القصيبة، فديو، القطرية، مزار القطرية، البصة، الحكيم، الخرنوب، العامرية، ضهر سوسو، قضومو.
وأكد صقر استعداد الأمانة الدائم لدعم المشاريع والأعمال الهادفة لتمكين وتحفيز المجتمعات الأهلية لمواجهة العوائق التي تحول بينهم وبين الوصول لمصادر مياه نظيفة وآمنة، وتعزيز روح المبادرة لدى أفراد تلك المجتمعات.
بدوره، بيّن مدير عام الشركة العامة لكهرباء اللاذقية المهندس جابر عاصي أن الخط المغذّي لمحطة الرويمية كان يعاني باستمرار من مشكلة في مياه الشرب، لذلك كان يتم وصل تغذيته بالكهرباء من الساعة 11 ليلاً وحتى الساعة الرابعة فجراً، بالرغم من أنه خط سكني، مضيفاً: بعد الانتهاء من تنفيذ الشبكة الكهربائية المغذية لمحطة الرويمية، تم عزلها عن الخط السكني وإعفاؤها من التقنين للاستمرار بالعمل على مدار الساعة.
وحسب عاصي، ساهمت الشركة العامة لكهرباء اللاذقية بالمبادرة من خلال الورشات والآليات، مؤكداً استعدادهم للمشاركة بأي مبادرة أهلية تهدف لتحسين الواقع الخدمي في المحافظة.
في حين قال مدير الوحدات الاقتصادية في المؤسسة العامة لمياه الشرب في اللاذقية المهندس باسم شيحا: بعد إعفاء محطة الرويمية من التقنين الكهربائي باتت تعمل 24 ساعة، ما انعكس إيجاباً على واقع القرى المستفيدة من المحطة والبالغ عددها 23 بين قرية ومزرعة، مدللاً بأن القرى كانت تصلها مياه الشرب مرة واحدة كل 12 يوماً، في حين أصبحت اليوم تصلها كل ثلاثة أيام.
وشرح شيحا بأن إعفاء المحطة من التقنين جعل عملية ضخ مياه آبار الرويمية تستمر على مدار الساعة باتجاه الخزان التجميعي الواصل إلى محطة الضخ الرئيسة التي تزوّد القرى بالمياه.
وإذ نوّه شيحا بالجهود التي تبذلها الأمانة السورية للتنمية، فإنه أكد أنه خلال العامين الماضيين قامت الأمانة بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي تسهم بدعم المجتمع المحلي ودعم المبادرات الأهلية.
وتعدّ مبادرة محطة مياه الرويمية، المرحلة الثانية من مبادرة تمَّ تنفيذ قسمها الأول لتأمين تغذية الكهربائية لمحطة ضخ الحقل، والتي تؤمن مياه الشرب إلى 38 قرية في نواحي الدالية والقطيلبية وحمام القراحلة بريف اللاذقية.