خمسون عاماً ومازالوا يدفعون ثمن الأخطاء المساحية…مئات الدونمات خارج “عصمة” مالكيها..!
تشرين – طلال الكفيري
مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، خرجت ومنذ أكثر خمسين عاماً من “عصمة ” مالكيها نتيجةً للأخطاء المساحية، التي ارتكبتها فرق المساحة أثناء قيامها بأعمال التحديد والتحرير في بلدة قنوات بمحافظة السويداء في سبعينيات القرن الماضي.
هذه الأعمال التي شملت أراضي البلدة الواقعة داخل التنظيم، لم تكن إلا بداية، وحسب ما ذكر ل” تشرين” عدد من مزارعي البلدة لرحلةٍ مطلبية غير مُنتهية، ما بين مزارعي البلدة، ومديرية المصالح العقارية، بهدف تصحيح الأخطاء المساحية المُرتكبة بقصد، أو بغير قصد، من فرق المساحة.
فلبّ المشكلة يكمن في إغفال المساحين حينها الحدود الحقيقية للعقارات المستثمرة من الفلاحين منذ ثلاثينات القرن الماضي، وتالياً قيامهم برسم حدود العقارات بشكلٍ مستقيم دون الأخذ بعين الاعتبار التداخل فيما بين العقارات، الأمر الذي خلق العديد من المشكلات بين المزارعين على حدود هذه العقارات، من جراء قيام من مسح الأراضي حينها بتسجيل قسم من العقارات بأسماء غير مالكيها الحقيقين.
ويشير مزارعو البلدة إلى أنهم تقدموا بالعديد من المذكرات الخطية عن طريق اتحاد فلاحي السويداء، وللمديرية العامة للمصالح العقارية، ليصار إلى تصحيح الأخطاء وإعادة واقع الأراضي إلى ما كانت عليه قبل سبعينيات القرن الماضي، ولكن دون أية جدوى، علماً أن المزارعين لا يطالبون بإعادة أعمال التحديد والتحرير، بل بتصحيح الخطأ، كي يصل كل ذي حقٍ لحقه، وإنهاء تلك السجالات التي يزيد عمرها على نصف قرن.
بدوره مدير المصالح العقارية في السويداء جهاد الحلبي أوضح ل” تشرين” أن أعمال التحديد والتحرير في بلدة قنوات انتهت منذ سنوات طويلة، وقد تمت بحضور المالكين الحقيقين للأرض، وتم إيداع أضابير العقارات لدى دائرة السجل العقاري، بعد أن تم البت بالاعتراضات كلها المقدمة من المزارعين، مضيفا:ً إن أعمال التحديد والتحرير من غير الممكن إعادتها، وأي خلاف أو مطلب يُحل إما رضائياً بين المزارعين أو عن طريق القضاء.