تراجعت زراعة القطن.. فتقلصت حصة المعامل من البذار.. “زيوت حماة” حصلت على ألف طن وخطتها تصنيع 20 ألفاً
تشرين -يسرى ديب:
لأول مرة تسمح الحكومة باستيراد بذور القطن، هذا الإجراء ربما يفرضه تراجع زراعة القطن من جهة، والنقص في مادة الزيوت النباتية وارتفاع أسعارها من جهة ثانية.
تصنيع للغير
مدير شركة زيوت حماة عبد المجيد القلفة قال: إن مخصصاتهم من بذار القطن لم تتجاوز لهذا العام 1375 طناً، في حين مخطط الشركة 20 ألف طن.
وأضاف القلفة: وكي لا يتوقف المعمل عن إنتاج الزيوت تم العمل على التصنيع للغير، وتعاقدوا مع أحد التجار على تصنيع كمية 5 آلاف طن بذار يستوردها التاجر، و سبق لهم تصنيع كمية 1300 طن بذر قطن وتكريرها، مقابل إيجار للعصر والتكرير.
تمديد القرار
وأكد القلفة أنهم طلبوا من الحكومة تجديد قرار السماح باستيراد بذار القطن، لأنه في الإعلان السابق الذي انتهى قبل أن يتقدم عليه أي أحد كان ينتهي مع بداية موسم القطن في سورية نهاية الشهر الثامن، لأن موسم القطن يبدأ مطلع الشهر التاسع، وحسب تعليمات الوزارة فإن الغاية من المنع لكيلا تختلط البذور المستوردة مع البذور المحلية، أي المحافظة على السلالة السورية.
ومادامت الكميات المحلية من البذار غير كافية، ولم يتقدم أحد للإعلان عن طلب الاستيراد تم تمديد القرار إلى عام 2023 ، وتشترط وزارة الزراعة لتحقيق ذلك مواصفات محددة للبذار المستورد، كأن يكون خالياً من الديدان والأعشاب الضارة ومعالجاً حرارياً.
يقول القلفة: إن المعمل لم يتوقف عن العمل، وذلك من خلال تشغيل عقود الغير، ومنتجاته تخصص لكلٍّ من: المؤسسة الاجتماعية العسكرية، والسورية للتجارة، وصالات بيع تابعة لوزارة الصناعة والشركة.
أرخص
وكانت شركات الزيوت الثلاث تعاني من مخازين كبيرة قبل الحرب وصعوبات في تسويق منتجاتها من زيت بذار القطن، نظراً للمنافسة التي يتعرض لها من أنواع الزيوت الأخرى، رغم تأكيد القلفة أن زيت بذر القطن يأتي في المرتبة الثانية بعد زيت الزيتون من حيث الجودة ومدى تحمله للحرارة، ولكن الآن لا يتاح لجميع الراغبين الحصول على حاجتهم من الزيت بسبب زيادة الطلب عليه، لجودته كما يقول القلفة، وأيضاً لأن سعر الليتر يقل بما يتراوح بين 30-40% .
تراجع القطن
بدأ إنتاج القطن بالتراجع مع بداية الحرب وانخفض الإنتاج الأكبر في الحسكة من 200 ألف طن من أصل 700 ألف طن قطن إلى 18-20 ألف طن حسب تأكيد مدير زراعة الحسكة علي خلوف.
وعن أسباب تراجع الإنتاج قال مدير المصرف الزراعي في دير حافر بحلب أديب جمعة: إن إنتاجية الدونم في المنطقة تراجعت من 3.5 آلاف طن إلى ألفي طن، وبين أن تكاليف الإنتاج المرتفعة هي السبب وراء تراجع الإنتاج نتيجة صعوبة تأمين المطلوب، وأشار إلى أن التسعيرة غير منصفة للفلاحين و يجب رفعها من 4 آلاف ليرة للكيلو إلى 7 آلاف كحد أدنى.
وقال: إن المنتجين أصبحوا يستبدلون القطن بمحاصيل أخرى، تحقق مردودية أكثر من موسم القطن الطويل الذي يحتاج إلى 9-10 أشهر.
أيام العز
كانت كميات البذار المستخرجة من القطن تصل إلى نحو 500 ألف طن في أيام العز حسب قول خلوف، وتصل نسبة الزيت في البذار الجيد إلى 12.5%، و69% كسبة، إضافة إلى 8.5 لنت وهو (زغب البذور).