حرفيو (دير بعلبة) بحمص.. قصة انتظار عمرها عشرون عاماً.. تقاذف المسؤوليات فرضية يختبئ خلفها المقصرون..!
تشرين – إسماعيل عبد الحي:
لا تزال المنطقة الحرفية في حمص تنتظر الخدمات مع مطالبات حثيثة من الحرفيين بضرورة إنجازها والبداية كانت قبل تسعة عشر عاماً في عام 2003 حيث خصص مجلس مدينة حمص قطعة أرض في منطقة دير بعلبة لإقامة منطقة حرفية و بيعها للحرفيين، و شكل اتحاد الحرفيين في حمص يومها لجنة بقرار من المحافظ تمت تسميتها “اللجنة العليا لإدارة المنطقة الحرفية بدير بعلبة ” مهمتها متابعة إجراءات البناء والتسليم وأبرمت اللجنة عقداً مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية للبناء ، وفي بداية عام 2010 استلمت اللجنة 299 محلاً بشكل مؤقت من أصل /829/ وتوقفت أعمال العقد وملحقه عام 2011 نتيجة الأحداث ووصلت نسبة الإنجاز في المنطقة الحرفية حوالي 90 بالمئة تقريباً .
وحسب مصادر مجلس مدينة حمص تم تجهيز البنى التحتية (ماء- كهرباء- صرف صحي) في مطلع عام 2010 وأصبحت المحلات جاهزة للاستثمار لكنها تعرضت في عام 2011 للتخريب بفعل الجماعات المسلحة حيث تم تخريب البنى التحتية (شبكة الكهرباء وكامل مراكز التحويل بالإضافة إلى سحب جميع الكابلات النحاسية) و تخريب شبكة المياه والصرف الصحي و الأرصفة و الزفت بالإضافة إلى التخريب الذي طال المحلات نفسها (سرقة واجهات المحلات ورخام إكساء الواجهات).
من بعدها رفضت مؤسسة الإنشاءات العسكرية إعادة ترميم ما تم تخريبه ومتابعة ما تبقى من أعمال العقد لاستكمال بناء /10/ محلات ما لم تتم إعادة دفع قيمته بالأسعار الجديدة، فتم تشكيل لجنة لدراسة التوازن السعري لمتابعة أعمال المشروع وخاصة المحلات العشرة المتبقية إلّا أن اللجنة لم تتوصل لاتفاق بسبب مبالغة مؤسسة الإنشاءات بالأسعار وتم عرض الموضوع على الهيئة العامة لاتحاد الحرفيين عام 2019 وتمت الموافقة على فسخ العقد بين الاتحاد ومؤسسة الإنشاءات العسكرية وإعادة طرح بقية المحلات مناقصة وفق نظام العقود وتسليم المحلات للمكتتبين على الوضع الراهن وتم تشكيل لجنة من (اتحاد الحرفيين ومديرية الصناعة وفرع الحزب) للاستلام والتسليم ويتم حالياً التسليم على الوضع الراهن .
و لم يتم الإعلان عن متابعة بقية المحلات العشرة بسبب ارتفاع الأسعار الكبير و عدم توافر الاعتماد المالي لدى الاتحاد .
تخريب البنى التحتية
خلال الأزمة تعرضت البنى التحتية لتخريب كبير و خاصة شبكة الكهرباء و تم تخريب كامل مراكز التحويل و سحب الكابلات النحاسية و قدرت التكلفة بـ 443 مليون ليرة لإعادة الشبكة وقدرت أضرار شبكة المياه بحوالي 106 ملايين ليرة وهو المبلغ المطلوب لإيصال المياه من بئر الكسارة .
وعن الإجراءات المتخذة لإعادة تأهيل شبكة المياه في المنطقة الحرفية وبئر الكسارة قال عبد الله البواب رئيس مجلس مدينة حمص: رصد المبلغ المطلوب لإعادة التأهيل بموجب القرار رقم 2404/ص تاريخ 1/10/2018 الصادر من وزير الإدارة المحلية والبيئة وقدره / 106/ ملايين ليرة وتنفيذ كامل للأعمال المدنية لشبكة المياه ضمن المنطقة بموجب العقد رقم /9/ لعام 2019 و البالغة قيمته العقدية أكثر من 20 مليون ليرة خلال مدة شهر واحد، و تم الانتهاء من جميع الأعمال وأبرم ملحق عقد رقم /51/ لعام 2019 لإتمام بعض بنود الأعمال الواردة ضمن العقد رقم /9/ بقيمة 6.172 ملايين ليرة و مدة العقد شهر واحد أنجزت خلاله كامل الأعمال المطلوبة .
أما الأعمال الميكانيكية لشبكة المياه و أعمال إعادة تأهيل بئر الكسارة الذي يغذي المنطقة الحرفية تم الإعلان عنه لأكثر من مرة بطريقة استدراج العروض لكنه فشل بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير عن الأسعار الموضوعة بالكشف التقديري ما استدعى طلب تمويل إضافي من الخطة الإسعافية و تمت الموافقة على رصد مبلغ تسعين مليون ليرة من المعونة الوزارية تضاف إلى المبلغ المرصود أساساً و البالغ حوالي ثمانين مليون ليرة وبذلك يكون الاعتماد المالي متوفراً لإعادة طرح المشروع عن طريق استدراج عروض الأسعار، إلّا أن الاعتماد المالي لم يصل لغاية تاريخه و سيتم الإعلان عن المشروع فور توفر الاعتماد المالي .
و بخصوص مشروع أعمال تأهيل شبكة الكهرباء في المنطقة الحرفية بدير بعلبة رصد الاعتماد المالي المطلوب لإعادة التأهيل بموجب القرار رقم 2404/ص تاريخ 1/10/2018 الصادر من وزير الإدارة المحلية والبيئة وقدره 331.178 مليون ليرة.
وتم إبرام العقد رقم /41/ لعام 2019 لتنفيذ الأعمال الكهربائية (شبكة التوتر المنخفض و المتوسط) بالإضافة لتجهيز ستة مراكز تحويل بقيمة عقدية 342 مليون ليرة مدة العقد عام واحد تمت المباشرة بالأعمال بتاريخ 17/10/2019 وكان من المفترض أن ينتهي العمل فيها خلال شهر واحد .
تغير الأسعار
باسل محمد, المهندس البواب قال: لإحياء المنطقة الحرفية بدير بعلبة يفترض إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي منوهاً بأن الشبكة جاهزة و إنما تحتاج إلى: تعزيل، ضخ، تنفيذ الأغطية وإعادة تنفيذ شبكة الإنارة، و رصد الاعتماد المالي اللازم من ضمن الإعانة، ومن المتوقع أن يكون المبلغ غير كافٍ بسبب تغيرات الأسعار و ترميم الأجزاء المخربة من الطرق و الساحات و شبكة الهاتف هي الأخرى بحاجة إلى تنفيذ وحتى يتم إقلاع المنطقة و تشجيع الحرفيين على العمل فيها لابد من تأمين تغذية المنطقة بالتيار الكهربائي بشكل دائم (من الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساءً).
وتسهيل الوصول إلى المنطقة من خلال تفعيل النقل الداخلي و خط السرافيس والأهم من كل ذلك تأمين أمن المنطقة وتجهيز مقر لخدمات المنطقة بالكامل فيه كل الخدمات المطلوبة للحرفي وأخيراً تشجيع الحرفيين لتجهيز محلاتهم عن طريق منحهم قروضاً ميسرة .
و إنذار المهن الموجودة ضمن أحياء المدينة (ميكانيك سيارات – حدادة – بخ – نجارة – المنيوم ) بضرورة الانتقال إلى المنطقة الحرفية و التشدد بذلك ورأى البواب ضرورة طرح مقاسم مجلس المدينة للاستثمار، وتقديم التسهيلات للحرفيين للحصول على التراخيص و ساعات الكهرباء و الماء، وتأمين المياه في الوقت الحالي للمنطقة عبر صهاريج ريثما يتم تزويد المنطقة بالمياه من بئر الكسارة.
وعن حماية المنطقة الحرفية قال البواب : حرصاً على أمن المنطقة الحرفية قام مجلس المدينة بتنفيذ سور على كامل محيط المنطقة الحرفية من البيتون المسلح المسبق الصنع بحيث أصبح للمنطقة مدخل و مخرج واحد يمكن مراقبته وضبطه ، و هناك مخفر شرطة.
حوامل الطاقة
عذاب شمسيني رئيس اتحاد الحرفيين بحمص قال: مشكلتنا تتعلق بحوامل الطاقة وفي المنطقة الحرفية بدير بعلبة يفترض أن تؤمن البلدية الكهرباء والمياه ونوه بأن مشروع بئر الكسارة لا يزال قائماً والمنطقة أملاك خاصة، تم تسليم 300 محلٍّ لأصحابها و350 محلاً جاهزة، والبلدية 41 محلاً ومحلين للاتحاد و10 قيد الإنشاء، وفي الفترة السابقة لم تكن هناك كابلات ، وقيمة الأضرار اختلفت كثيراً عما كانت عليه قبل أعوام .