جاهزون لكن ليس على حساب الأرض والدماء والسيادة.. المقداد: وقف نظام اردوغان لأعماله العدائية اولا قبل عودة العلاقات
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن وقف النظام التركي أعماله العدائية ضد سورية وخاصة إنهاء احتلاله ودعمه المجموعات الإرهابية هو مقدمة طبيعية لإعادة العلاقات السورية التركية إلى ما كانت عليه.
وقال المقداد في مقابلة مع قناة روسيا اليوم: “نحن دائماً جاهزون لبناء علاقات طيبة وطبيعية مع الشعب التركي لكن ليس على حساب الأرض أو الدماء السورية وليس على حساب قطع المياه عن سورية أو قتل وقصف السوريين في المناطق الشمالية الحدودية ونحن هنا لا نفرض الشروط ولكن أقول إنه من الطبيعي أن تتوقف هذه الأعمال التركية لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه”.
وتابع المقداد: “من المنطقي أن تكون أي مباحثات مبنية على أسس فكيف يمكن أن أتفاهم مع محتل لأرضي وهو لم يبد أي رغبة أو أهمية لحل هذه القضية وبالتالي هذه ليست اشتراطات وإنما أمور طبيعية في العمل السياسي”.
وأكد المقداد أن ما تقوم به الحكومة التركية الآن في شمال سورية هو إنشاء مستوطنات لإحلال سكان مكان السكان الأصليين وهذا الأمر غير مقبول في شرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي بل هو جريمة حرب يعاقب عليها القانون.
وأضاف المقداد: “بدأت المشاكل عندما تدخل النظام التركي في شؤون سورية ودعم الإرهابيين الذين تدفقوا إليها من كل أنحاء العالم عبر الأراضي التركية وقاموا بقتل شعبها وتدمير بناها التحتية لكن حسابات هذا النظام كانت خاطئة فوجد أن سورية قد صمدت وقاتلت وحاربت ولم تتنازل أو تتراجع”.
وأعرب المقداد عن ثقته بأن قوات الاحتلال الأمريكي ستنسحب آجلاً أم عاجلاً ولن تبقى في سورية ولكن بإمكانها أن تنسحب دون خسائر كبيرة مبيناً أن من حارب الإرهاب في سورية هو الجيش السوري وحلفاؤه فقط وليس قوات الاحتلال الأمريكي.
وأشار المقداد إلى أن الطريقة التي تعامل بها الغرب مع الإعلام الروسي تتناقض بشكل تام والأعراف الدولية التي زعم أنه يعمل بموجبها لعقود وكدنا نصدق أن حرية الإعلام مسألة حقيقية بالنسبة له لكننا وجدنا أن هذا الغرب لا يهتم إلا بإعلامه الخاص المضلل الذي يكذب على الشعوب.
وذكر المقداد بموقف سورية منذ اليوم الأول للعملية الروسية وهي أنها تصحيح للتاريخ وتأتي في سياق حق روسيا بالدفاع عن نفسها ومصالحها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وبين المقداد أن الأمم المتحدة أصبحت كأنها مؤسسة خاصة بهذه الدول الغربية فهناك 193 دولة عضواً يتم تجاهل أغلبيتها المطلقة لصالح حوالي 29 دولة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض أدواتها وعملائها في هذه المنطقة أو تلك.
وقال المقداد: “الغرب يكرر أسطوانة مشروخة.. في الحقيقة حاول استخدامها ضد روسيا والصين وأنا في العديد من الاجتماعات التي شاركت فيها خلال هذه الأيام قلت أنه لم يبق من حليف للدول النامية إلا روسيا والصين وأن الهدف الذي يسعى إليه الغرب من خلف التركيز على أوكرانيا هو عزل أو إنهاء الدور الذي تحاول كل من روسيا والصين القيام به في حماية ما تبقى من إرث ديمقراطي في العلاقات الدولية والدفاع عن الإنسان في الدول النامية ولإنجاز مهمة الهيمنة والسيطرة على كل دول العالم وأنا أرى أن القطار قد سار باتجاه إنهاء فترة حكم القطب الواحد”.
وأضاف المقداد: “تعرفون كيف كانت تجري الأمور في مجلس الأمن الدولي وفي المنظمات الدولية سواء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أو في مجلس حقوق الإنسان وغيرها حيث كانوا يسلطون الهجمة على روسيا وسورية ويفرضون الآراء ويتخذون القرارات.. وحقيقة كانت قرارات مضحكة في إطار التركيز الغربي على قضايا وهمية وشكلية وكاذبة في العلاقات الدولية لكن تعددية الأقطاب بدأت تبرز من خلال الدور الحاسم الذي يقوم به الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس شي جين بينغ في تغيير هذه الصورة التي تتحكم بالعالم لمصالح الدول الغربية الضيقة