“اللقماني” تحرج مسؤولي “التربية”.. حكاية من جبال صلنفة.. سياحة واصطياف و”اصطهاج” والأطفال بلا مدرسة؟!
تشرين – لمى بدران:
مرّت قرابة الشّهر على افتتاح أبواب المدارس في أغلب المناطق ، لكن ليس جميعها.. نعم ليس في جميع المناطق، إذ لا تزال ثمة قرى في مناطق غاية في الجمال والروعة لكنها تفتقر لمدرسة “تؤوي” أطفالها وتنتظر من يفتح لهم أبواب التحصيل العلمي.
المشكلة تستحق الوصف بأنها “ملف مزمن” .. المكان في منطقة صلنفة وبالتحديد في قرية “اللقماني” ، حيث يؤكد أهالي القرية جميعا: “نعم لقد شهدنا أبواباً مغلقة أمامنا” ويسردون تفاصيل ملف يثير العجب وعمره حوالي ٣٠ عاماً ..وأين ؟ في منطقة ساحرة لا يعتقد من يقصدها للاصطياف أبداً أنّها تفتقر إلى مدرسة، لما فيها من مقومات سياحيّة واهتمام عمراني كبير.
هناك شكاوى كثيرة من أهالي منطقة (صلنفة_ اللقماني) لحل مشكلة عدم وجود مدرسة فيها، والخيار الوحيد منذ سنوات هو عقود مشتركة بين مديرية التربية مع أصحاب البيوت السكنية الموجودة ضمن القرية كحل بديل مؤقت عمره ٣٠ عاماً تقريباً، وكان آخر عقد على مضض من صاحب المنزل ولو كان هذا الشخص”مشكوراً” قد وافق هذا العام على أن يكون منزله مدرسة لعدم وجود خيارات أخرى مطروحة، وبعد مرور أسبوعين على تعطيل طلاب القرية عن الموعد المحدد لانطلاق العام الدراسي وانتقال الكثير منهم إلى مدارس بعيدة إلا أن الرجل أخطر الجميع بأنه لن يوافق العام القادم.
اعتراف.. وماذا بعد ؟
لابدّ من بناء مدرسة مؤهّلة و مناسبة وذلك نظراً للحاجة الكبيرة لها وللكثافة السكانية في القرية “اللقماني”، بهذه العبارات بدأ مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل حديثه ل”تشرين ” عندما سألناه عن هذه المشكلة المحرجة للجميع فعلا..
وأكد أبو خليل أن “التربية” على اطّلاع كامل على ما يجري وخلال الاجتماع الأخير للجنة الخريطة المدرسية الذي عُقد منذ عشرة أيام تقريباً طَرَحْتُ مجدّداً ضرورة أن تكون الأولوية لإقامة مدرستين في محافظة اللاذقية الأولى هي مدرسة المتفوقين في جبلة والثانية مدرسة ابتدائية في صلنفة – اللقماني.
أما بالنسبة للحل البديل القائم فأوضح أبو خليل أنه عند دراسة مديرية الخدمات الفنية إمكانية قيام مدرسة في القرية أفضت إلى ضرورة قيام جدار استنادي بقيمة ٣٠٠ مليون ل.س وهذا ما أجّل قيامها إذ لم تتوفر اعتمادات البناء لذلك تم السعي لاستئجار أفضل مكان متاح ضمن القرية لجعله مدرسة ولم نشهد أي تعاون أو تبرع من أهالي القرية، وأشار إلى أنه عندما تُقدِّم لنا وزارة الإدارة المحليّة الاعتمادات المطلوبة فنحن على الفور سنباشر بإصدار قراراتنا ومتابعة هذا الموضوع، وإلى أن يحصل ذلك نحن مضطرون لأن نقوم بإبرام عقود مشتركة لأنه حتى لو وصلتنا اعتمادات لإقامة المدرسة اليوم فإتمامها وتأهيلها يحتاجان سنتين أو ثلاثا تقريباً.
تفاصيل عن قرب
ولأن هنا موضوعنا خدمي لابدّ أن يكون للبلدية دور في هذا الشأن.. وكانت محطتنا الثانية في رحلة البحث عن حل عند رئيس بلدية صلنفة جواد أحمد الذي
أكد في إجابته عن تساؤلات “تشرين”: نحن جاهزون لتقديم ما يصل ل٤٠٠ متر مربع من ممتلكات البلدية لبناء مدرسة وذلك بعد الحصول على قرار من مديرية التربية، كما ذَكَر أنّ هناك مشكلة لدى المجتمع الأهلي فلا أحد منهم يقدّم أي تعاون أو حتى أي تبرّع ولو كان عدّة أمتار ليخدم بناء مدرسة،
ولفت إلى أنهم في البلدية يمتلكون وجهة نظر إدارية وتنظيمية بالنسبة للموقع الأفضل للمدرسة، ومكان المدرسة محدّد منذ سنوات ضمن التنظيم الموجود مسبقاً وهذا الموقع يُحيي ويغني ويخدم المنطقة جيّداً.
وأضاف أحمد: تم إقناع أحد أصحاب المنازل في القرية بصعوبة أن يجدّد عقده هذا العام ولا ندري العام القادم ماذا سيحدث؟ ولا نريد رؤية مظاهر الخلاف بين الأهالي وعليهم الاتفاق .
مطلوب حل
هنا نصل إلى قضية مغلقة النوافذ حتى الآن، فبعد التصريحات والتوضيحات التي حصلنا عليها باتت المشكلة واضحة كما هو الحل، ويوجه أهالي اللقماني نداء إلى وزارة الإدارة المحلية طلبا ورجاء بأن تقدّم اعتمادات لخدمة أطفال قريتهم ومنحهم حقهم في التعلم ضمن مدرسة تليق بأبناء الوطن الكريم وبمستقبل مشرق لهم في أحضان بلدهم العزيز..
موقع المدرسة محدد ولا حاجة للتبرعات والتنازل من المواطنين.. هذه مسؤولية وزارة يجب أن تجد التمويل اللازم لحل مشكلة تلاميذ لا يمكن ولا يجوز أن يجوبوا مسافات طويلة في جبال صلنفة ليصلوا إلى أقرب مدرسة.. وتعلم وزارة التربية ومعظم المعنيين فيها أن المنطقة بالغة الارتفاع والطرقات غير سالكة شتاء بسبب الثلوج والجليد..
بالتأكيد هذه حقيقة يعلمها المعنيون في “التربية” لأنهم يزورون المنطقة كمصطافين صيفا..ولا يعلمون ما يحل بها شتاء..