ارتفاع تكاليف استصلاح الأراضي الزراعية يخرج مئات الدونمات من الاستثمار
تشرين – طلال الكفيري
رغم حاجة الفلاحين المُلحة لاستصلاح المزيد من الأراضي الزراعية، بغية استثمارها بزراعة المحاصيل الحقلية، والأشجار المثمرة، إلّا أن ثمة عقبات مالية لا تزال تقف حجر عثرة بوجه استصلاح ما تبقى من أراضيهم من جراء ارتفاع تكاليف الاستصلاح وعدم قدرة فرع استصلاح الأراضي تطوير الأراضي كلها نتيجة إمكاناته المتواضعة.
ما أبقى-حسبما تحدث عدد من الفلاحين لـ”تشرين”- مئات الدونمات من الأراضي خارج دائرة الاستثمار من جراء عجز أصحابها عن استصلاحها، نتيجة ارتفاع تكاليف تطويرها، وخاصة بعد أن قام أصحاب الآليات الثقيلة برفع ساعة الاستصلاح بذريعة شرائهم المازوت من السوق السوداء، نتيجةً لعدم توفيرها لآلياتهم الثقيلة، ليصبح مزارعو محافظة السويداء – في ظل ارتفاع أجور استصلاح الأراضي، التي وصلت ساعة عملها لدى القطاع الخاص إلى ٣٠٠ ألف ليرة- عاجزين تماماً عن دخول باب المغامرة المالية تلك، لتطوير أراضيهم ذات الطبيعة الصخرية، ليصار فيما بعد إلى زراعتها بالمحاصيل الحقلية، والأشجار المثمرة، وليبقى أملهم معقوداً على آليات فرع الاستصلاح والتطوير، ذات التكلفة المالية الأوفر على الجيوب، خاصة أن ساعة عملها لا يتجاوز سقفها ٨٠ ألف ليرة، إلّا أن استصلاح المزيد من الأراضي من فرع الاستصلاح والتطوير، يتطلب من وزارة الزراعة تحديث الآليات العائدة ملكيتها للفرع، وتأمين مادة المازوت لها، بهدف القيام بعملها على أكمل وجه، خاصة أن عصمتهم الزراعية ما زالت تضم مئات الدونمات، التي ما زالت من دون استصلاح.
بدوره أوضح مدير فرع مشروع استصلاح الأراضي في السويداء – المهندس شوقي اشتي أن خطة الفرع لهذه السنة هي استصلاح ٢٠٠٠ دونم، والأراضي المراد استصلاحها تفوق ذلك بكثير، علماً أن عملية الاستصلاح تسير وفق الخطة الموضوعة والموافق عليها، حيث الخطة ١٢ قرية، و بلغت المساحات المستصلحة منذ بداية العام ولتاريخه، ٣٨٠ دونماً محاصيل حقلية و أشجاراً مثمرة، لافتاً إلى أن تدني نسبة تنفيذ الخطة مرده إلى عدم توافر مادة المازوت بالشكل الكافي، ما دفع الفرع لتشغيل أربع آليات من أصل ١١ آلية، كما يعاني الفرع من قدم آلياته إضافة لوجود نقصٍ بالعمال الفنيين.