‏أخيراً «ظبطت» المسرحية يا ليز!!

‏قبل وفاة الملكة بثلاثة أيام فازت (ماري اليزابيث تراس) التي ينادونها بـ(ليز) بأصوات حزب المحافظين لتخلف بوريس جونسون المطرود من رئاسة الحكومة، و أصبحت منذ الإثنين الماضي رئيسة لحزب المحافظين و بالتالي رئيساً لوزراء بريطانيا، و عليها تحمل أعباء بلادها الاقتصادية المتفاقمة. ومعالجة الانقسام المتمادي في حزبها (المحافظين)، كما عليها حل أزمة الطاقة التي تعصف بالبلاد وتفادي انفصال اسكتلندا، فهل تستطيع تراس إنجاز كل المطلوب منها ؟؟؟ أم إنها ستكون مرحلة أخرى عنوانها استمرار تراجع بريطانيا ؟؟؟ا

‏عندما كانت ليز في السابعة من عمرها اختارت أن تؤدي دور رئيسة الوزراء تاتشر في مسرحية مدرسية، وفي الانتخابات الوهمية التي تضمنتها المسرحية فشلت ليز بالنجاح والفوز، ولم تكسب أي صوت حتى هي لم تصوت لنفسها، ولكنها ‏وقبل وفاة الملكة بيومين وأثناء انحناء ليز لتقبيل يدها في علامة لتكليفها الملكي بمهمة رئاسة الحكومة، لا بدّ أنها همست لنفسها وهي منحنية: ” ظبطت المسرحية و لك ليز، و صرتي رئيسة الحكومة”.

‏يصفها أحد المتابعين بـ (الانتهازية المتقلبة) حيث إنها ولدت لأبوين يساريين، والدها أستاذ رياضيات وأمها ممرضة، وقد شاركت ليز مع أمها في مسيرة ضد السلاح النووي احتجاجاً على قرار تاتشر نشر رؤوس نووية أمريكية في بريطانيا، وفي شبابها انتسبت إلى حزب الديمقراطيين الأحرار وصرّحت أنها ضد الملكية، و أنها لا تؤمن بأن أحداً من البشر ولد كي يحكم كما يقال عن العائلة المالكة، ثم غيرت اتجاهها وانضمت إلى حزب المحافظين وعادت لتأييد الملكية وتدافع عنها، كانت في البداية ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثم عادت وحاربت مع جونسون لخروج بلادها من هذا الاتحاد، بالفعل انتهازية ومتقلبة، وكما يقولون عندنا (مذبذبة)، وافتتاحية الواشنطن بوست الدولية، وصفتها بـ (الانتهازية الفاشلة) فما حال بريطانيا إذا كانت رئيسة وزرائها بهذه الصفات؟؟ ولكن هل كان جونسون أحسن حالاً ؟؟؟ كان أكثر تقلباً وعشوائية واستعراضية و(زعرنة) وباختصار كان أكثر هبلاً وجنوناً.

‏كثيرون يتوقعون عدم نجاحها ولكنها عملت ما عليها عندما أكدت في أول خطاب لها بعد فوزها أنها ستعالج فواتير الطاقة لكل البيت، ستعمل على إيجاد حلول لغلاء المعيشة و ستخفض الضرائب، ورغم أن هذه الاقتراحات في الطريق المسلم به لنجاح أي سياسي دعائياً، كما أن إعلان العمل على راحة المواطن وتأمين معيشته يضمن الارتقاء السياسي، إلّا أن صعوبة الظروف البريطانية وتراجع اقتصادها يجعل كثيرين يرون أن خطابها (حكي مسؤولين. وكلام في الهواء) فهل تعود رئيسة الوزراء التي بلغت السابعة و الأربعين من عمرها إلى أداء دور في المسرحية المدرسية والتي كان دورها فيها الفشل ثم الفشل ثم الفشل، إنها بريطانيا التي كانت توصف بالعظمى أمام تحدي غلاء المعيشة و فواتير الكهرباء والطاقة و أمام رئيسة حكومة فاشلة وانتهازية ومذبذبة ومنافقة..

‏يبدو أن انشغال البريطانيين بموت ملكتهم والاستغراق في مهرجانات تنصيب شارلز الثالث وانتظار الجنازة وفرت مهرجاناً يشغل الناس عن تراس وحكومتها وصفاتها وإمكاناتها، وبالفعل “مصائب قوم عند قوم فوائد” وموت الملكة غطى على ليز المنافقة الانتهازية. ومرر تشكيل حكومتها وتمركزها في بيت رئاسة الوزراء، بالفعل (ظبطت المسرحية يا ليز)!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار