في ظل غياب المعارض المتخصصة بالقرطاسية.. موسم المدارس يرفع أسهم “البسطات” الشعبية
تشرين- عمار الصبح:
في مشهد بات مألوفاً وتقليداً يتزامن مع بدء العام الدراسي، غدت بسطات القرطاسية التي تنتشر في الأسواق الشعبية أحد الخيارات التي يلجأ إليها كثيرون لشراء مستلزمات العملية الدراسية من دفاتر وأقلام وحقائب بل حتى اللباس المدرسي، في ظل ارتفاع كبير سجلته أسعار القرطاسية هذا العام والتي تضاعفت عما كانت عليه في العام الماضي، ما دفع كثيرين إلى إعادة ترتيب أولوياتهم لتتناسب مع ارتفاع الأسعار وبما يتوافق مع دخلهم.
وتشهد أسواق القرطاسية في محافظة درعا سباقاً محموماً من الأهالي لاستكمال شراء مستلزمات أبنائهم من القرطاسية ومن اللباس المدرسي، في وقت سجلت فيه الأسعار ارتفاعات غير مسبوقة أجبرت كثيرين على شراء الضروري فقط وعلى دفعات (أولاً بأول).
وبعيداً عن الخوض في تفاصيل أسعار القرطاسية هذا العام، فإنه يمكن القول إن الأسعار شهدت تضخماً كبيراً جعل من الصعب على الكثيرين مجاراتها، الأمر الذي دفع شريحة كبيرة من المواطنين للتوجه إلى البسطات المنتشرة في الأسواق وعلى الأرصفة للتسوق، ما رفع من أسهم هذه الأخيرة، حيث باتت على حدّ قول إحدى ربات المنازل، ملاذاً للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود، وذلك لانخفاض سعر معروضاتها بعض الشيء مقارنة بأسعار المحال التجارية، إذ يتجاوز الفارق في بعض المستلزمات 30% ما يدفع الكثيرين لشراء حاجياتهم منها.
وفي الوقت الذي تعترف فيه السيدة بأن جودة المعروض على هذه البسطات أقل مستوى من تلك الموجودة في المكتبات والمحال المتخصصة، فإنها وعلى حدِّ قولها، “تفي بالغرض ما دام سعرها أرخص، ويخفف من أعباء العام الدراسي على كثير من الأسر خصوصاً تلك التي لديها أكثر من طالب عليها تجهيزه”.
بدوره أعرب أحد المتسوقين عن أمله في أن تراعي إدارات المدارس والمدرسين الأوضاع الاقتصادية لذوي الطلاب لجهة عدم الطلب الزائد عن الحاجة بما يتعلق بالقرطاسية والاكتفاء بالضروري فقط، وأن تلتزم الكوادر بالتعميم الذي أصدرته وزارة التربية مؤخراً الذي حددت فيه حاجة كل طالب من الدفاتر والأقلام وغيرها.
ويظل ضعف التدخل الإيجابي من المؤسسات المعنية، في سوق القرطاسية سبباً في لجوء الأهالي للتزود بالمستلزمات المدرسية من الأسواق ومن البسطات حتى ولو كانت أقل جودة، في ظل غياب معارض التسوق التي كان فرع “السورية للتجارة” يقيمها بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي، حيث اقتصرت المعارض هذا العام حسب قول مدير فرع السورية للتجارة بدرعا المهندس عمر السعدي على مجرد أقسام لبيع القرطاسية في ثلاث صالات فقط (درعا، الصنمين، إزرع) تضم تشكيلة من مواد القرطاسية ولكن بكميات أقل من المعتاد، عازياً السبب إلى ضعف التوريدات من الإدارة العامة للمؤسسة ما حال دون تنظيم معارض متخصصة لهذه الغاية والاكتفاء فقط بأقسام للبيع ضمن الصالات.
تبقى الإشارة إلى أن المحافظة لم تشهد هذا العام معارض ومهرجانات متخصصة بالقرطاسية كالتي كانت الفعاليات الاقتصادية تقيمها في سنوات ماضية تحت مسميات مختلفة أبرزها “مهرجان العودة للمدارس”، باستثناء مبادرة أطلقها اتحاد عمال درعا الذي نظم معرضاً للقرطاسية واللوازم المدرسية في صالة الاتحاد استمر أسبوعاً.